الانتصارات السورية في اليمن
 

د. مهيوب الحسام

بين اليمن مهد الإنسانية وأصل العرب وصناع حضارتهم الوحيدة المنتمية لأبوين عربيين، وبين فلذة كبدها الشام (سورية الكبرى)، ترابط وثيق العرى والصلات قبل وبعد رحلة الشتاء والصيف، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وعبر التاريخ نجد هذا الترابط، فكل ما يؤثر في إحداهما يؤثر وتتأثر به الأخرى، وكل ما يتحقق من إنجاز في إحداهما يعود ريعه فائدة على الأخرى، وهذه حقيقة تاريخية يجهلها البعض. وعليه فإذا كانت اليمن تمثل نقطة الارتكاز بالنسبة للعرب وللعروبة، فإن الشام (سورية) تمثل محور الارتكاز العروبي لتلك النقطة، أي أنه إذا كانت اليمن تمثل نقطة وبؤرة القوة والمقاومة، فإن سورية هي ذراع تلك القوة والمقاومة، وعليه فلننظر إلى صمود وثبات الشعب اليمني في وجه العدوان (السعوصهيوأمريكي) (نفس قوى العدوان على سورية)، وكسره لقرن الشيطان، كيف أينع وأثمر انتصارات للشعب والجيش العربي السوري وقيادته ومحور المقاومة كله. 
وكيف أثمر قبل ذلك صمود الشعب والجيش والقيادة السورية صموداً وصبراً وثباتاً وانتصارات للشعب اليمني، وما تآزرتا مع بعضهما إلا أدى ذلك لسحق العدوان عليهما وتدمير وهزيمة الغزاة والمحتلين، وهذا سر إلهي وسنة كونية، وما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك ببعيد، حين قال ورددها ثلاثاً: (اللهم بارك بشامنا ويمننا)، وبعض من معه يقولون ونجد يا رسول الله؟ فقال من هنا يخرج قرن الشيطان أو ينبت.
ولذا فإن الانتصارات التي يسطرها الشعب والجيش العربي السوري وحلفاؤهما على قوى الإرهاب التكفيري وصانعيه من قوى الاستعمار الغربي، وأدواته في المنطقة العربية، يعتبرها الشعب اليمني بشرى عظيمة له مؤذنة بقرب انتصاره النهائي الناجز على ذات العدوان على سوريا، والذي يقتل الشعب اليمني ما يقارب الثلاث سنوات. والشعب اليمني وهو يبارك للشعب والجيش العربي السوري انتصاراته، يعتبر تلك الانتصارات هي انتصارات للشعب اليمني وللأمة كلها. ولا شك أن تلك الانتصارات حتماً تثمر عزماً، وقوة وبأساً شديداً لدى اليمنيين لهزيمة العدوان وإنهاء مشروعه (الشرق الأوسط الجديد). 
إن العدوان وأدواته في المنطقة، وللتغطية على الهزائم التي تلحق بهم، يحاولون اللجوء لسرقة انتصارات الشعب والجيش العربي السوري بافتعال الأزمات وتهويلها أو استيلاد قسري لأزمات وفتن عرقية بين الكرد والعرب، كما يحضر لإجراء استفتاء استقلال مسعود البرزاني في إقليم كردستان العراق، أو ما يجري من تطبيل لرفع منسوب حدوث فتنة دينية بين مسلمين وبوذيين في ميانمار (بورما) لإلهاء العرب والمسلمين وحرف الأنظار عن الانتصارات السورية، ولن يفلح، وذلك لأن العدوان الاستعماري لازال بإمكانه افتعال الحرب، نعم، ولكنه أصبح أعجز من أن يحدد ويرسم مساراتها أو يتحكم بنتائجها ويضمن أنها لصالحه.
يبدو أن العدوان (السعوصهيوأمريكي) لم يدرك بما يكفي أن استهدافه وعدوانه على الشام واليمن فيه هزيمته وهلاكه، لكنه بات يخشى لحظة حقيقة تلك الهزيمة التي بات يتذوقها ويتجرع مرها ويعيشها كل يوم، وإن النصر الناجز للشعبين اليمني والسوري على قوى البغي والعدوان قادم، قال تعالى: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) (الشورى آية 39)، وعد الله ولن يخلف الله وعده، وها هو اليوم محور العدوان يتصدع ويتفكك، وينمو محور المقاومة ويشتد بأسه، ويقوى عوده وتعلو شوكته، ويذيق عدوه من الهزائم ما يستحق.
اللهم بارك بشامنا ويمننا.. التحية والإجلال والإكبار للشعبين اليمني والسوري بجيشهما ولجانهما الشعبية.. الرحمة والخلود لشهدائهما.. الشفاء لجرحاهما.. الحرية لأسراهما.. النصر للشعبين العظيمين، ومحور المقاومة.. الهزيمة والموت للعدوان على الشعبين.. اللعنة على أنصاف الرجال.

أترك تعليقاً

التعليقات