حيفا على خطى أم الرشراش
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ما بعد بيان القوات المسلحة اليمنية يوم الاثنين 19 مايو 2025 ليس كما قبله، إذ أعلنت فيه بدء فرض الحظر البحري على ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، ودعت كافة الشركات التي لديها سفن متواجدة فيه أو المتجهة إليه أخذ ما ورد في البيان وما سيرد لاحقاً بعين الاعتبار. وأعلنت القوات المسلحة اليمنية أن ميناء حيفا صار منذ ساعة إعلان البيان ضمن بنك أهدافها. وقد جاء الإعلان رداً على توسيع كيان العدو «الإسرائيلي» عملياته العسكرية في قطاع غزة وإبادة من تبقى من أبنائها في العراء.
وفي سياق إسنادها لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سبق أن أعلنت القوات المسلحة اليمنية فرض حظر بحري على ميناء أم الرشراش، المسمى صهيونيا «إيلات»، ونجحت في ذلك وأصبح الميناء خاوياً على عروشه وخالياً تماماً من حركة السفن الآتية إليه أو الخارجة منه، لذلك نقول بأن ما بعد هذا البيان والإعلان لن يكون كما قبله. فالقوات المسلحة اليمنية إضافة لفرضها حظراً جوياً على مطار اللد، ثم ألحقته بفرض هذا الحظر البحري على أهم وأكبر ميناء في كيان العدو، والذي سيكون تأثيره كبيراً على هذا الكيان وسيتوسع ولن ينتهي أو يتوقف إلا بوقف جرائم الإبادة بحق أبناء غزة ورفع الحصار عنهم.
بعد هذا البيان وإعلان البدء بفرض هذا الحظر البحري الذي لن يستطيع كيان العدو تحمل تأثيراته أو تجاهله والهروب إلى الإمام، وإن كابر فسيضطر مرغماً وسريعاً إلى وقف عدوانه وجرائم الإبادة والقتل بالصواريخ والقنابل وبالحصار والتجويع، ما لم فإن القوات المسلحة اليمنية، بعون الله والتوكل عليه، تطور قدراتها باستمرار، وهي مستمرة في التصعيد ضد هذا الكيان، ومع هذا التصعيد سيتصاعد الثمن الدي يدفعه حتى يرضخ، وعليه أن يختار.
وكما انهزمت أمريكا في البحر سينهزم هذا الكيان في الجو والبحر. وكما انهزم في السابع من أكتوبر ستستمر هزيمته في قطاع غزة.
لن يستطيع هذا الكيان المؤقت أن يحقق أهدافه في القضاء على حماس وبقية حركات المقاومة في فلسطين، ولن يستطيع تغييب وإنهاء القضية الفلسطينية وتحقيق «إسرائيل الكبرى»، التي دونها عوائق أقلها الحصار والهجرة العكسية، وأخطار جدية في مقدمتها الزوال، فهذا الكيان عبارة عن غدة خبيثة زرعها الاستعمار الأنجلوصهيوني، وبعد تراجعه قام برعايتها الصهيوأمريكي، وهو في حالة تراجع ولن يستطيع وقف تراجعه بخمسة أو حتى عشرة تريليونات من أموال الشعوب العربية، وحتماً سيزول هذا الكيان، ودماء أبناء غزة كفيلة بزواله وبسقوط أمريكا وخروجها من المنطقة وبجرف عروش أدواتهم بالمنطقة؛ سنة الله ولن تجد لسنة الله تحويلا، ولن تجد لها تبديلا، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات