مشكلتنا ليست في الوحدة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لم تشكل جغرافيا اليمن وموقعه الجيواستراتيجي ولا ديموغرافيته يوما من الأيام وعلى مر التاريخ مشكلة للشعب اليمني، ولا عائقا في طريق نموه وازدهاره وتقدمه وبناء قوته وأخذ مكانته المتقدمة التي يستحقها وتليق به كشعب حضاري بين الأمم؛ لكن ذلك كان يمثل مشكلة للآخرين من أعدائه من الإمبراطوريات الطامعة بجغرافيته وثرواته، وخوفها وخشيتها من وحدة شعبه على مر التاريخ، وقيامها بالعدوان عليه وغزوه واحتلال أراضيه ومحاولة تفتيته وتقسيم أراضيه والعمل على عدم استقراره، وآخرها إمبراطورية الشر الأمريكية وأدواتها التنفيذية وتحالفها والتي تشن عدوانها عليه للعام العاشر.
لم تكن مشكلة اليمن والشعب اليمني تكمن في وحدته الجغرافيا والديموغرافيا، ولا تتمثل في حريته واستقلاله وسيادته على أراضيه والتحكم بقراره الوطني، ولا في تقدمه وازدهاره واستغلاله لثرواته، ولم يسجل التاريخ أن الشعب اليمني قام بالعدوان على أحد؛ ولكن اليمن بموقعه الهام وثرواته شكل على الدوام ولا يزال مطمعا لأعداء اليمن وشعبه، من القوى الكبرى الطامعة بموقعه الجغرافي الجيواستراتيجي الحيوي الرابط بين شرق العالم وغربه والمتحكم بأهم طرق التجارة العالمية، ويضاف لهذه الأهمية ما يمتلكه من ثروات. فكان هذا كافيا ولا يزال ليمثل السبب الأول للصراع الدائم والمواجهات المستمرة بين الشعب اليمني وأعدائه المعتدين عليه الغازين المحتلين لأراضيه.
وإذا كانت مشكلة اليمن وشعبه تكمن في الأطماع الخارجية وتدخلات قوى الخارج، كما أكد ذلك قائد الثورة (يحفظه الله) في الذكرى الرابعة والثلاثين للوحدة، فإن حل هذه المشكلة لا يكون إلا بوحدة الشعب وحريته وسيادته واستقلاله وامتلاك إرادته وقراره الوطني الحر المستقل وبناء قوته القوية القادرة على حمايته والحفاظ على مكاسبه، وما قيام إمبراطورية الشر الأمريكية وأتباعها من دول أوروبا وأدواتها التنفيذية العربية والأعرابية المشاركة معها في حماية ونصرة كيان الاحتلال الصهيوني المحتل لفلسطين والأراضي العربية السورية واللبنانية والمصرية وغيرها، بالعدوان المباشر على الشعب اليمني العظيم منذ الـ26 من آذار/ مارس 2015 بعيد قيامه بثورته في 21 من أيلول/ سبتمبر 2014، إلا محاولة للقضاء على ثورته التي رفعت شعار الحرية والاستقلال من أجل إخضاعه وإعادته إلى كنف الوصاية والاستعمار.
أخيراً نصل إلى الحقائق التالية:
إن مشكلة الشعب اليمني اليوم تكمن في العدوان الأنجلوصهيوأمريكي بأدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية عليه للعام العاشر بالقتل المباشر لأبنائه وحصاره وتجويعه واحتلال جزء كبير من أراضيه، وتشكيل فصائل معادية لبعضها على أسس مناطقية وجهوية وجغرافية واجتماعية ولبقية أبناء الشعب اليمني غير الخاضعين للاحتلال، وتشكيل وحدات عسكرية بولاءات مختلفة متناحرة فيما بينها ومعادية لكل من لا يخضع للعدوان والاحتلال من أبناء الشعب اليمني وخلق عداوات وأحقاد على أسس وهمية بين أبناء الشعب اليمني الواحد لا تخدم الشعب اليمني ولا تصب في مصلحته وإنما تصب في مصلحة أعدائه، والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات