الأبلة تيريزا وخليج الزيوت
 

د. مهيوب الحسام

تخرج الأبلة تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا، من الاتحاد الأوروبي القائم، والموجود، لتستبدله، وتلتحق باتحاد خليجي غير موجود ومزمع الإنشاء. حيث هي من عهد لسلمان إنشاءه، فطاف دول الخليج عدا عمان، وفشل سلمان بذلك التكليف من الأبلة تيريزا للتأليف. ويبدو أن التخبط لم يعد عند العرب لوحدهم فقط، واللهث وراء استبدال موجود بموعود، بل ربما إن تلك سجية استعمارية تروض الأعراب عليها مبكراً، وربما إن هناك ربيعاً عربياً في الغرب.
والسؤال الذي يطرح نفسه: بماذا يتميز اتحاد الخليج عن الاتحاد الأوروبي؟ وما الذي يوجد فيه ولا يوجد في الاتحاد الأوروبي؟ هل لأن اتحاد الخليج المزمع إنشاؤه طيع أكثر للتاج البريطاني الذي أنشأه أول مرة، وخاضع أكثر للاستعمار (الأنجلوسكسوني) حاميه، وحراميه في آن معاً؟ وربما التوافق بينهما السبب لما يملكه الاتحاد من زيت باعتباره مستنقعاً زيتياً، وباعتبار الأبلة ممثلة للمستعمر الزيتي، ولقد همت بالاتحاد وهمّ بها لولا أن وجدا رفضاً عمانياً قوياً لذلك، فكان الباقون أيسر وعياً، وأسهل سيطرة، وأكثر انقياداً وتبعية، وهي ميزة مغروسة، والاحتمال الثالث تنبؤ الأبلة بتراجع الولايات خطوة للوراء لازمة للبقاء جوازاً أو وجوباً، والحاجة الظرفية، والموضوعية، تستلزم إحلال الأبلة تيريزا محل الأم تيريزا، وتملأ الفراغ، تبادلاً للأدوار، أو تحسساً فعلياً لمواطئ القدم تحسباً لولاة نظام عالمي جديد.
والسؤال: لماذا الأبلة دون سواها؟ وذلك نظراً لما تتمتع به من خبرة كبيرة في هذا الميدان، وربما أن أحد دوافع التحاقها بهذا الاتحاد استثمارية، وكي لا يقتصر الحليب على ترامب وخليل نهجه فرانسوا فيون لوحدهما، أتت بجرتها لتدلي بدلوها، وتكون حاضرة ولو من بوابة حاجة أولاد بول البعير لتشغيل كل تلك الترسانة من الأسلحة التي باعتها وتبيعها للميابلة الغشماء الجهلة لقتل الشعوب العربية.
كل الاحتمالات ممكنة، وواردة، إلاّ أن يبقى الوضع على حاله، ويستمر، فهو محال وفقاً للنواميس، والسنن الكونية، فما اقترفه الغرب والأم USA، ولايزال، من جرائم بحق شعوب العالم جميعها، وما أظهرته القيم الأمريكية، الغربية عموماً، المبنية على اللاقيم، والمستندة على كذب، وزيف الستارة التي تختبئ خلفها كل الجرائم القذرة التي حلت بالعالم، كافية لحلول التغيير. 
السؤال: لماذا يرقات وعلق الزيت الاستعماري من ممالك، وإمارات العرب الخاضعة للاستعمار الساقط، لم يطلها تدمير الدمقرطة، والحرية الغربية؟ ألا يبين لنا ذلك أنها ليست بحاجة لذلك، لأن قيمها قيم الغرب المستعمر نفسه؟
ربما تجتمع المواصفات التي تنشدها، وترغب بها الأبلة في اتحاد خليجي قيد الإنشاء ضعيف ليس له من أمره شيء، ولديه من الزيت ما يكفي الغرب كله، ويؤمن للمستعمر بقاءه، وطول عمر المحرك بزيوت مجانية أو شبه مجانية في أسوأ الأحوال، وربما ترغب تيريزا في التعويض عن خروجها من الاتحاد الأوروبي، باتحاد زيتي ليس له قوة، ولا طموح، وسيظل طول عمره بحاجة إلى من أنشأه ليحميه، وقد تعهدت لهم الأبلة بتلك الحماية، وإن هم أنشأوا مجلس الاتحاد الخليجي بدلاً من مجلس التعاون، ستدخل معهم الباب فاتحة، ما لم فإنها سترتد لإنشاء قواعد عسكرية جديدة لديهم، وتعزيز الموجودة، والمركز البحرين. ويبدو أن ذلك من الأهداف الرئيسة للأبلة، والباب محرم عليها دخوله، وسيدها الأمريكي، وطحالب كيانات زيوت الخليج، وستخرج وإياهم من كل شبر وطأته أقدامهم النجسة من أراضينا بعد بذلك، ولن ترى الدنيا على أرضي وصياً.
التحية والإجلال للجيش واللجان الشعبية، الرحمة والمجد، والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، اللعنة على أنصاف الرجال، الموت والهزيمة للعدوان، النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات