مشاورات الساحل الغربي
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب للحسام

يخوض وفدنا في ساحلنا الغربي الأبي بقيادة مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة والساحل هذه الأيام مشاورات غير مسبوقة بفعلها ونتائجها مع العدوان الصهيوأمريكي ووكيله السعوإماراتي ومرتزقتهم، وهي مشاورات غاية في الأهمية، لأنها مع العدو أصيله والوكيل مباشرة، وليست مع مرتزقتهم فقط، وهي تاريخية في النتيجة حيث لم يسبق لمشاورات في التاريخ أن كانت ملزمة النتائج كما هي مشاوراتنا في الساحل، الملزمة للطرف الآخر المتغطرس مرغماً. 
مشاورات لم نسع لها ولم نطلبها، بل كتبت علينا ونحن لها كارهون، لكننا نخوضها ويخوضها مجاهدونا بكل كفاءة واقتدار ونجاح أسطوري سيسجله التاريخ، بل سيحتفي به ما بقي الليل والنهار، فبالرغم من قوة العدو مالاً ونفطاً وعتاداً من بوارج وطيران وصواريخ وأسلحة فتاكة، إلا أن مجاهدينا يحققون فيها من النصر ما لم يكن بالإمكان تحقيقه في ألف من مشاورات جنيف أو الكويت وسواها، لأن وفدنا هو من يقودها ويفرض رتمها ويتحكم بخطوطها وخيوطها وهو من يحدد وقعها ووجهتها ومساراتها ونتائجها بعون الله، وهي ماضية قدماً لتحقيق العزة والكرامة والحرية والاستقلال، إضافة لكونها مشاورات على ضوء نتائجها سيتقرر وضع المنطقة والعالم، يكون فيه الشعب اليمني سيداً على أرضه حراً بقراره ليأخذ مكانه ويلعب دوره في المنطقة والعالم، بعكس الصهيوأمريكي الذي لن يخرج من هذه المشاورات حاكماً مطلقاً للعالم مهيمناً عليه كما كان، لأنه لن يكسب هذه المشاورات بل يخسرها وماض لحتمية خسارتها كلياً.
إن وعياً يتخلق فينا ويتنامى بفعل المسيرة القرآنية وقيادتها العظيمة الملهمة التي تقود الشعب اليمني وتقود معركته الدفاعية نحو النصر لهو وعي يثمر إدراكاً بما يجب والنهوض للقيام به ويولد فينا عزيمة المواجهة والدفاع بإرادة النصر وبإيمان بالله ونصره تجدنا بصبر وثبات نخوض فعلاً معركة مشاورات النصر العظيم الناجز في الساحل وغيره، وبإيماننا بحقنا وعدالة قضيتنا وبشعب مؤمن وقيادة تاريخية استثنائية بظرف استثنائي فإننا ماضون حتماً لصنع المعجزات.
لقد كنا ولازلنا ندرك جيداً أن مشاورات جنيف التي كانوا يدعوننا إليها ويرجعون عنها لم تك لتحقق لنا شيئا مما يحققه أبطال مشاورات ساحلنا، وندرك أن أي مشاورات تقودها وترعاها منظمة الأمم المتحدة علينا وعلى كل الشعوب المستضعفة بالعدوان لن تخلق لنا شيئاً من عزة وكرامة وإنما قد تمنحنا وعوداً بها ومن خلالها تسعى لإخضاعنا وبلدنا للاستعمار وبعقد اتفاق بيننا بشروط جزائية ملزمة لنا وهيهات منا الذلة، وما النصر إلا من عند الله، وبشائر النصر الآتية من معركة مشاورات الساحل تثبت ذلك، وإننا ندرك أن الأرض أرضنا والحق معنا والله ناصرنا، قال تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (الشورى، آية 227). هذا وعد الله وسنته في الظالمين.

أترك تعليقاً

التعليقات