«ثورة الشرع» الإجرامية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بعد أيام قليلة على سقوط النظام السوري السابق، عقب تسليم الجيش السوري المنحل أسلحته الثقيلة والمتوسطة والخفيفة حتى الفردية منها للجماعات الإرهابية، السورية منها والأجنبية المنتمية للشيشان والطاجيك والتركمان والقوقاز والإيغور، بقيادة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع حالياً)، ونشر عشرات الآلاف من كتائب تلك الجماعات على مساحات واسعة من سورية، باستثناء المناطق والمحافظات الواقعة على حدود فلسطين المحتلة، ومعسكرات ومطارات ومراكز بحوث ومؤسسات الجيش السابق، كان ذلك إفساحاً للمجال من قبل الجماعات الإرهابية لكيان العدو «الإسرائيلي» ليحتل المحافظات الجنوبية، بما فيها جزء كبير من ريف دمشق، وتدمير مقدرات الشعب وقوته من طائرات ومطارات وصواريخ وسفن حربية وموانئ وكافة أسلحة جيش النظام ومؤسساته ومرافقه؛ إثباتاً لحسن نية «الثورة» تجاه كيان العدو وتجنباً لمواجهته، وتفرغها كـ«ثورة» لملاحقة قوات الجيش والأمن السوري، الذين سلموا أسلحتهم لـ«الثورة»، ومكافأتهم بحلهم، والتوجه لإبادة أبناء الساحل من أطفال ونساء وكهول، كونهم «فلول النظام»، وهم أول من رحب بـ«الثورة» وبايع الجولاني!
وفور وصول هذه الجماعات إلى محافظات الساحل والوسط باشرت بنبش القبور وإحراق أضرحة اللأولياء والمناضلين والرموز الوطنية السورية، وسط تنديد وشجب خافتين، لتبدأ «الثورة» بعدها بمطاردة ما تسميهم «فلول النظام» من الأطفال والنساء وكبار السن والمواطنين العزل، وممارسة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحقهم.
ويخرج الشرع، رئيس ما يسمى «المجلس العسكري» قائد «جبهة النصرة» و«هيئة تحرير الشام»، بالتهديد والوعيد لمن تبقى من الأطفال والنساء العزل «فلول النظام» في محافظات الساحل السوري ويشكر جماعاته الإرهابية المرتكبة لتلك الجرائم.
وعندما يصبح الأطفال والنساء وكبار السن في الساحل السوري من «فلول النظام» الذين يجب إبادتهم دون رحمة ولا وازع، ويقتل منهم عشرات الآلاف خلال ساعات مع نهب وحرق المنازل ونبش القبور، وعندما يصبح القتلة المجرمون الإرهابيون «ثواراً»، وجرائم الإبادة والتطهير العرقي «ثورة»، فاعلم أن هناك خللاً كبيراً وخطأ فادحاً قد حدث، وأن هناك مخططاً ومشروعاً صهيوأمريكياً قد بدأ تنفيذه، وأن تمتد عملية الملاحقة إلى محافظات حماة وحمص وصولاً إلى دمشق وريفها وللعلويين فقط فإن هذه أفظع «ثورة» إجرامية بحق الشعب السوري في تاريخ سورية.
إن «الثورة» التي تقتل شعبها بدم بارد ولا تحرك ساكناً تجاه كيان العدو «الإسرائيلي» الذي دمر مقدرات الشعب واحتل ثلاث محافظات جديدة ولم تطلق عليه رصاصة ولا حتى جملة رفض واحدة، ليست «ثورة»، بل إجرام داعشي إرهابي طائفي تكفيري، وعلى الشعب السوري رفضه مدعوماً ومسنوداً من كل شعوب الأمة. فجريمة الإبادة المشهودة بحق أهلنا العلويين في سورية مرفوضة جملة وتفصيلاً، وهي جريمة بحق كل الشعب وشعوب الأمة، فالعلويون لم يقتلوا أحداً، بل سلموا أسلحتهم وبايعوا الشرع.
عزاؤنا لأهلنا العرب العلويين في سورية وللشعب السوري كله. الرحمة للشهداء. والقصاص من المجرمين. والنصر للشعب السوري.

أترك تعليقاً

التعليقات