لبنان وكلمة الميدان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بعد استهدافه عدداً من القادة في حركة المقاومة الإسلامية اللبنانية - «حزب الله»، والتي توجها باستهداف شهيد الأمة والإنسانية، أمين عام الحزب وقائد المقاومة، سماحة السيد حسن نصر الله (سلام الله عليه ورضوانه)، وظهور رئيس حكومة الكيان «النتن» بصورة من الغطرسة والغرور جعلته يبدأ التحرك الميداني بجيشه وقواته نحو شمال فلسطين المحتلة مع حدود لبنان الجنوبية في معركة تهدف للقضاء على حزب الله وإعادة مستوطني الشمال إلى مناطقهم وتوفير الأمان لهم، وقد أعد لهذه المعركة 6 فرق وستة ألوية، وما إن وصلت هذه الحشود الكبيرة من القوات صباح الأربعاء 6 تشرين الأول/ أكتوبر، وبمجرد وصولها إلى المنطقة الحدودية إذ بقادة الكيان وجيشه يفاجؤون وفي الساعات الأولى بمعركة لا قبل لهم بها تسوقهم إلى جهنم وِردا.
لقد بدأ حصد رؤوس القادة العسكريين للكيان وجنوده حتى قبل وصولهم إلى خط الحدود، وفي غضون الـ48 ساعة الأولى بلغ عدد مصابيه بالمئات وقتلاه بالعشرات قبل أن يطؤوا التراب اللبناني، وترافقت عمليات تصدي المقاومة لجيش كيان العدو مع الرد الإيراني على الكيان، وهو ما شكل صدمة مزدوجة قوية للكيان وقادته، أفقدته توازنه وثقته بنفسه وبقوته، وأعادت إلى الذاكرة ملحمة «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبدأت الخسائر في عديد وعتاد قوات الكيان تتزايد مع مرور الأيام، هذا قبل وصولهم العاجز إلى الحافة الأمامية لحدود لبنان الجنوبية، وبمرور الوقت تتعاظم خسائر قوات الكيان وعجزه عن الوصول إلى أطراف الأراضي اللبنانية.
ومن سير المعركة وما تتكبده قوات الكيان فإن المقدمات تشي بالنتائج التي تقول بأن هذه القوات لن تحقق سوى هزيمتها المحتومة، وستكون هزيمتها في العام 2006 هي نزهة أمام ما ستلاقيه من هزيمة في 2024، والتي بدأت ملامحها الأولية تظهر ونحن في الساعات الأولى للمعركة، خصوصا ونحن في بداية تشرين الأول/ أكتوبر، وقد تعود هذا الكيان المجرم وأدمن هزائمه في تشرين الأول/ أكتوبر، وبفضل الله وسواعد رجال محور المقاومة ستكون هزيمته أشد وطأة من كل هزيمة سابقة، وأن زواله بات أقرب للتحقق من أي وقت مضى، فأرواح شهداء المحور بقيادة الشهيد العظيم أبو هادي حاضرة في الميدان وهي بإيمانها بالله وبجهادها تقاتلهم لتنتصر.
إنها نفوس وأرواح قادة مجاهدين عظماء، من موسى الصدر وعباس الموسوي وحسين بدر الدين وعماد مغنية وصالح الصماد وقاسم سليماني والمهندس وشكر وعقيل... وبقية القادة وصولا إلى كركي وقائد المقاومة الأمين نصر الله. وقد بدأت المعركة بإعلان الكيان بداية العدوان على لبنان وغزوه واحتلاله، والكلمة الآن متروكة للأيام والليالي والميدان، قالها سيد الشهداء على طريق القدس نصر الله، واليوم يقولها ويرددها المقاومون من الميدان لقائدهم: «كما كنت تعدنا بالنصر دائما، نعدك بالنصر مجددا»، وهم صادقون معه بالقول والفعل، والنصر بعون الله قادم، والله غالب على أمره، ولن يخلف وعده.

أترك تعليقاً

التعليقات