فقد الردع ويفقد المعركة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
أكثر من 400 يوم على عدوان كيان الاحتلال الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها بشراكة وقيادة وإشراف أمريكي صهيوغربي ودعم وإسناد أنظمة صهاينة العرب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع غياب تام وكلي للضمير الإنساني العالمي ولما يسمى زيفاً وزوراً القيم الإنسانية الغربية والحرية وحقوق الإنسان، التي طفقت أمريكا ومعها دول الغرب الاستعمارية تتغنى بها منذ تغيير تسمية «عصبة الأمم»، التي كانت ترعى وتدير الحروب في أوروبا والغرب، إلى «الأمم المتحدة» الحالية في العام 1945، والمسند إليها تدمير شعوب الأمة العربية وإدارة الحروب فيها واحتلال أراضيها ومقدساتها ونهب خيراتها وثرواتها.
ومع كل الألم والمرارة من تغريب الشعب الفلسطيني، والغصة التي نشعر بها من شراكة أنظمة عربية وأعرابية في هذا الجرم الفظيع غير المسبوق في التاريخ، الهادف لمحو الشعب الفلسطيني بكله، ناهيك عن إنهاء قضيته، ورغم كل هذا القتل والإبادة الجماعية والدمار الشامل المستمر، فإن الشعب الفلسطيني باقٍ، وقضيته باقية، ومن قلب هذا الظلام والركام تجلت التضحيات العظيمة التي تقدمها المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومعهما محور الجهاد والمقاومة والدعم والإسناد من اليمن إلى العراق إلى دمشق وطهران، والتي تنبئ بانتصار عظيم بحجم هذه التضحيات، ناهيك عن تكشُّف حقائق زيف وخيانة كثير من أنظمة العرب والأعراب ونخبها، ليحيا ويجاهد من يجاهد عن بينة.
وتتجلى في هذه المعركة أشياء عظيمة وفي غاية الأهمية، ومنها وأولها هزيمة الكيان في عملية «طوفان الأقصى» في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتأثيراتها المزلزلة التي لم ولن يستطيع كيان الاحتلال اللقيط والمؤقت الخروج منها حتى زواله، وكل المؤشرات تؤكد ذلك.
وثانيها: حجم الصبر والثبات والصمود الأسطوري للمقاومة وبيئتها معاً، والناجم عن قوة الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة بنصره، وهي من موجبات النصر الحتمي.
وثالثها: وحدة الساحات، إذ إن المقاومة في غزة وكل فلسطين لم تعد لوحدها، بل ولأول مرة منذ اتفاقية «سايكس بيكو» وتمزيقها للأمة إلى أقطار بحدود وبعدها «وعد بلفور» وتقسيم هيئة الأمم المتحدة، تتحد ساحات المقاومة.
أخيراً أن الكيان ومعه الصهيوأروروأمريكي، وبعد أن فقد قوة الردع في معركة «طوفان الأقصى» وتدخل محور المقاومة من لبنان إلى اليمن والعراق وخوضه المعركة داعماً ومسانداً للمقاومة في غزة فلسطين، فإن محور الشر الصهيوأوروأمريكي يفقد اليوم قوته وينهزم على يد الشعب اليمني في البحر، فيدمر بوارجه الحربية ويضرب حاملات طائراته، فبعد «آيزنهاور» جاء الدور على «ابراهام لينكولن»، ويسقط طائراته (MQ9)، وينهزم براً في غزة، ويتلقى هزيمة أكبر في جنوب لبنان، وبفضل الله يتجه بوتيرة عالية لفقد المعركة بكلها بعد عجزه عن مواجهة المقاومين في الميدان وجهاً لوجه، ليلجأ إلى الإيغال في قتل المدنيين من أطفال ونساء بالنار والتجويع، ما يؤكد عجزه وهزيمته في الميدان، التي أصبحت اليوم أقرب من أي وقت مضى، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات