الأذرع الناعمة للعدوان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام

مثلما للعدوان طائرات وبوارج حربية وصواريخ وقنابل قتل فتاكة، فإن له أذرعاً ناعمة قاتلة تدعى (منظمات إنسانية) حقوقية-إغاثية... الخ، لاتقل فتكاً بالبشر عن تلك الأسلحة آنفة الذكر، فإذا كانت الأولى تحدث انفجاراً لحظياً قاتلاً، فإن الثانية تقتل بشكل تراكمي، محدثة انفجاراً شاملاً بالمجتمع وعلى المدى الطويل. وتلك المنظمات عبارة عن جيش العدوان الاحتياط، فإذا عجز جيشه القاتل مباشرة عن تحقيق الهدف، يتحرك هذا الجيش ليحقق ما عجز عنه القتل المباشر، حيث إنه بعد فشل هجومه على الحديدة بتحقيق أهدافه أطلق إحدى أذرعه الناعمة (منظمة حقوق الإنسان) لتتهم اليمن المواجه للعدوان بتهمة تجنيد الأطفال.
وعليه نقول للعدوان بمرتزقته وأحذيته وأذرعه كافة بأنه ليس لدينا في اليمن أطفال في جبهات القتال المواجهة للعدوان (السعوصهيوإماراتي) الوكيل بقيادة (الأنجلوسكسوفرانكفوني) الأصيل على اليمن وشعبه للعام الرابع، والذي لم يدع لنا أطفالاً يدرسون ويتعلمون حتى مجرد القراءة والكتابة بالحد الأدنى، لأن هذا العدوان الاستكباري الظالم لم يترك لهم مدرسة إلاّ واستهدفها بقنابل طائراته وصواريخه قصفاً وتدميراً، وبعضها على رؤوس تلاميذها الأطفال، حتى إنه قام في مرات كثيرة باستهداف التلاميذ وقتلهم وهم ذاهبون لمدارسهم وفي منازلهم. وعليه فنحن أكثر من يعلم ويؤمن بقيمة الأطفال، ويدرك أهمية الحفاظ على حياتهم وعدم تعريضهم للخطر، فقد بنينا لهم البيوت التي تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء سكناً لهم، والمدارس ليتعلموا فيها والجامعات كذلك، حتى جاء العدوان وقام بهدم تلك البيوت على رؤوسهم، والمدارس والمعاهد والجامعات، فمنعهم من الدراسة بل ومن الحياة كلها. 
أما كذبة تجنيد الأطفال التي تروج لها أذرع العدوان من تلك (المنظمات) شريكته بقتل الشعب اليمني بكل فئاته العمرية، فهو كذب مفضوح لسبب بسيط جداً منطقي وعقلاني، وهو أن هذا العدوان على اليمن بما يمتلك من مال يفوق ما يمتلكه بقية العالم ونفط يساوي أو يفوق ما لدى بقية دول العالم وصناعات وترسانة أسلحة هي الأحدث والأقوى في العالم، فأمريكا لوحدها إنفاقها العسكري يفوق دول العالم مجتمعة، وبما لديها من جيوش ومجندين مرتزقة من جميع أنحاء العالم، يمكن أن يواجهه ويقاتله أطفال، ويذيقوه أمرَّ الهزائم، وينتصروا عليه، وآخرها هزيمته المدوية في هجومه على مطار الحديدة، فهل من هزمه ويهزمه أطفال؟ فكيف يكون حاله إذن أمام رجال الرجال القابضين على الزناد، ويد الله الضاربة على أعدائه؟! ذلك ادعاء لا يتوافق مع العقل والمنطق، وهي كذبة من جملة الأكاذيب التي تم ترويجها في سوريا وليبيا والعراق، ويروج لها العدوان للعام الرابع على التوالي، فليس غريباً على العدوان (السعوصهيوإماراتي) الذي يدعي تارة أن عدوانه من أجل إعادة الشرعية، وتارة أخرى بدوافع إنسانية كما يحدث للحديدة، ومن أجل تحرير اليمن (من أبنائها)، فأعلن تحرير عدن وحضرموت وتعز ولحج والضالع وأبين... الخ، ودليل تحريرها من أبنائها أن التحرير يتم بواسطة المرتزقة من بلاك ووتر وداين جروب والمرتزقة من السنغال والصومال والجنجويد والقاعدة ومشتقاتها، وأخيراً يريد تدمير ميناء الحديدة من أجل إدخال الإغاثة والمساعدات وقتل الشعب اليمني بالحصار والجوع بدافع إنساني، وذلك لتقليل نسبة الزيادة السكانية منعاً للانفجار السكاني، وكذلك السيطرة على موارد اليمنيين وثرواتهم، وطباعة العملة بدوافع إنسانية لتغطية نفقات العدوان عليهم وشراء الأسلحة لقتل اليمنيين المتمردين فقط والقضاء عليهم.
إن منظمات العدوان الإنسانية التي تقتل الأطفال والنساء والشيوخ باليمن ليلاً ونهاراً، للعام الرابع، لدواعٍ إنسانية، لا يحق لها التحدث عن الأطفال والطفولة، وهي تشارك بالحصار ومنع وصول الدواء والغذاء والحليب للأطفال بدافع وعمل إنساني، والمشاركة في جرائم قتل الأطفال المباشر وغير المباشر، وفي إنشاء السجون السرية لليمنيين في المناطق المحررة لممارسة الاغتصاب وأبشع أنواع الجرائم والتعذيب بحق السجناء بدوافع إنسانية.. الخ.
إن العدوان بأذرعه يعلم أن من يحمل بندقيته على كتفه ويدمر أحدث صناعاتهم الحربية من مدرعات ودبابات وآليات، ويهزم أعتى الجيوش، ليس طفلاً، ولا يمكن أن يكون طفلاً، وإن أصر على أن أولئك أطفال فإن عليه أن يأخذ عصاه ويرحل من أرضنا أو ينتظر مواجهة الكبار.
التحية للشعب اليمني العظيم المجاهد وقيادته التاريخية المدركة الواعية المجاهدة. الرحمة للشهداء الأبرار. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الخزي والعار للخونة العملاء. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات