مهادنة العدوان هزيمة
 

د. مهيوب الحسام

علينا أA275; نستجدي السلام ممن أعلن حربه العدوانية على شعبنا قرابة العامين، وفرض علينا قتالاً نكره، فأوجب لنا نصراً مستحقاً نحب، وعدنا به الله في مواجهته. يقول تعالى في سورة البقرة (آية 190): (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وA275; تعتدوا إن الله A275; يحب المعتدين) صدق الله العظيم.. فلمَ نستجدي إذن السلام ممّن يعتدي علينا، ويقتلنا؟ استجداؤُه استسلام فعليٌّ يأباه لنا الله ورسوله، وتأباه إنسانية فينا، ودين نعتنق، وأخلاق ننهج، وقيم نؤمن، وعزة، وكرامة لنا، وعروبة بدمنا، وتاريخ وحضارة شاهدة، وشرائع نتبع، وقوانين نلتزم.
كيف نشاور، ونحاور، ونفاوض قفازات غريمنا، وتحت أسنة رماح حربه يقتلنا كل يوم بأفتك أسلحة التدمير، وأقذرها، يحاصرنا، ويخنقنا اقتصادياً، لم يراعِ حرمة دين، ولا جوارٍ؟ كيف نحاورُ أشباه الرجال لأنصاف الرجال وكلاء المستعمر (الصهيوأنجلوسكسوني)؟
لهذا وجب علينا شرعاً، وقانوناً، وعرفاً، قتال هذا العدو الفاقد أدنى القيم، واA271;خلاق، الفاقد إرادته، الخائن لله، وشعبه، وأمته، ومواجهته بساحات الوغى لاستيفاء موجبات نصرنا وهزيمته.. قال تعالى في سورة التوبة (آية 9): (A275;يرقبون في مؤمن إلاًّ وA275; ذمة وأولئك هم المعتدون)، وفي الآية 14: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين). وقال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) (البقرة: 216).. كل اA269;يات تدعو لمواجهة العدوان، وعدم استجداء السلام من معتدٍ، لأنه استسلام مرفوضٌ دينياً، وأخلاقياً، وكأنّه فِرار من المعركة، يرفع التكلفة، ويخالف أوامر الله، ويوجِبُ الهزيمة، فمن يستجدي أو يهادن المعتدين هو يَولِّيهِمُ اA271;دبار. قال تعالى: (يا أيها الّذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تُولوهم اA271;دبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئةٍ فقد باءَ بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (الأنفال: 15،16).
الله أمرنا بعدم مهادنة العدوان، بل أوجب علينا مواجهته، ووعدنا بالنصر عليه، ونهانا الله عن الاستسلام، لأنّ في ذلك إقراراً بِعُلوِّ الباطل على الحق، وإحقاقاً للباطل، وسيادة للظلم على العدل، وهذا مخالفٌ لسُنن الكون، ويمتهن كرامة الإنسان، ولا يستقيم وفطرة الله التي فطر الناس عليها.. قال تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدَمَ وحملنّاهم في البرِّ والبحر وفضّلناهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلاً) (الإسراء: 70)، وعليه لا حل لهذه الحرب العدوانية علينا إلاّ من أرضنا الجنوب شمالنا لجنوبنا والوسط.
التحية، والإجلال للجيش، واللجان الشعبية. الرحمة، والخلود للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الهزيمة، والموت للعدوان. النصر لليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات