أبرز بنك أهـداف العدوان الأمريكي!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
كلمة إفلاس أو فشل لا تكفي لوصف حالة العدوان الأمريكي الترامبي على الشعب اليمني العظيم بنهاية شهره الأول. وكلمة التخبط والدوار تعبر عن بعض ما وصل إليه. وكلمة العجز ينقصها كثير من التفاصيل. أما أن يتحول العدوان إلى استهداف للأعيان والمنشآت المدنية فهذه طبيعة أمريكا الاستعمارية وقيمها الإجرامية وأخلاقها في الحروب على مر التاريخ. أما أن تصبح مقابر الأموات من أبرز بنك أهداف أمريكا في عدوانها على الشعب اليمني فهذا هو السقوط والهزيمة بذاتها، ولا يثبت فقط، بل يؤكد أن اليمن هي المثوى الأخير لكل الإمبراطوريات التي اعتدت عليه عبر التاريخ، وأمريكا ليست استثناء.
منذ إعلان العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل بأدواته التنفيذية السعوماراتية على الشعب اليمني العظيم في الـ26 من مارس 2015، وما تلاه من عدوان أمريكي وبريطاني على اليمن تحت اسم "تحالف الازدهار" إسناداً ودعماً لكيان العدو الصهيوني في جرائم الإبادة في غزة، وفي عدوانها الترامبي المباشر الحالي، وفي كل مرة تثبت أمريكا أنها ليست سوى قشة، كما وصفها الشهيد القائد (سلام الله عليه ورضوانه)، وبعد غزة واليمن ظهرت حقيقة أمريكا واضحة وجلية، أنها لا تخيف أحداً إلا أولياءها فقط.
وفي هذه المعركة مع الشعب اليمني أظهرت أمريكا أنها مأزومة وفي مأزق جدي وحقيقي، ولا تستطيع الخروج منه دون هزيمة مكتملة الأركان، إلا بوقف العدوان على غزة ووقف جرائم الإبادة بحق أبنائها ورفع الحصار عنهم، وأيضاً إعلان وقف عدوانها على الشعب اليمني. عندها يمكن أن تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية الداعمة والمساندة لأبناء غزة، والتي تستهدف كيان العدو "الإسرائيلي" في يافا وحيفا وغيرهما من المدن الفلسطينية المحتلة، ومع ذلك لن تستطيع أمريكا أن تدعي أنها هي التي أوقفت استهداف وضرب سفنها الحربية وحاملات طائراتها في البحرين الأحمر والعربي.
هي أضعف من أن تخيف أحداً يؤمن بالله ويتوكل عليه وينفذ توجيهاته ويؤمن بعدالة قضيته وبحقه في الحرية والاستقلال. يقول الله تعالى: "إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين".
ولأن المؤمنين يقاتلون في سبيل الله والله ناصرهم، وهو القائل: "الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان، إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، وأمريكا ضعيفة وكيدها أضعف.
وأخيراً، فإن أمريكا لن تستطيع الخروج من جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن عدوانها على الشعب اليمني كإمبراطورية، أو أن تحافظ على نفسها للبقاء كدولة عظمى محترمة، ولها في مستعمرها القديم ومستعمرتها حديثاً (بريطانيا) عبرة إن أرادت أن تعتبر. والنصر يا أمريكا يقاس بتحقيق الأهداف، وليس بالادعاءات والفبركات على وسائل الإعلام والكذب والتضليل. وكما هُزمت أمريكا في كل عدوان دعمته أو شنته على الشعب اليمني، فهي مهزومة في هذا العدوان. وما النصر إلا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات