وهم الحماية الأمريكية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لا يريدون تحالفاً مع أمريكا وهو موجود وقائم على قدم وساق منذ نشأة هذه الكيانات الوظيفية الأعرابية التي أنشأها الاستعمار البريطاني بقلب الأمة لتكون رديفاً وحامية لكيان الاحتلال الصهيوني وتعمل كمندوب سامٍ له في بلدانها لتساعده في تدميرها وتدجين شعوبها له وتضمن ألا تقاوم نهبه لثرواتها، ليتم بعد ذلك رعايتها من المستعمر الأمريكي الجديد وللأهداف الاستعمارية ذاتها؛ لكن هذه الكيانات، وبعد أن عاثت في شعوبها وشعوب أمتها فساداً ودماراً وإجراماً نزولاً عند رغبة المستعمر الصهيوأمريكي الغربي، لم تعد تكتفي بالتحالف مع المستعمر فقط، بل تريد حمايته لها من شعوبها.
ولأن هذه الكيانات الوظيفية الخائنة، وبعد أن ضاقت الشعوب بها ذرعا، تسعى لإخضاعها بمرتزقة مستأجرين من الخارج كما هو حال نظام بني سعود وعيال زايد وخليفة، وبما أنها تابعة لا تملك من أمرها شيئاً ولا خيار لها، قد تكون مجبرة علي أن تصدق أن أمريكا ستحميها، وهي التي لم تحمِ شاه إيران قبلها ولا حلفاءها من الأنظمة التي أسقطتها هي في ربيعها العبري عام 2010 وما تلاه.
قد يقول عاقل بأن من السخف أن يقوم النظام السعودي وغيره من أنظمة التطبيع والتتبيع والتركيع الوظيفية بطلب الحماية من أمريكا وفي هذا الوقت بالذات الذي لم تعد فيه أمريكا قادرة على حماية نفسها وقواتها وسفنها وبوارجها وحاملات طائراتها، أما الشعب اليمني العظيم بعد أن أعلنت عدوانها عليه، لم تستطع حماية الكيان الصهيوني من ضربات محور المقاومة ومسيراته وصواريخه، هذا قبل الصواريخ اليمنية الفرط صوتية التي لا حل لها، فكيف يكون الحال بعدها؟!
إن هذه الأنظمة، وفي مقدمتها نظام بني سعود الذي يشترط على أمريكا اتفاقية حمايته مقابل تسليم وإباحة مكة ومقدسات المسلمين وقبر رسول الله في المدينة وغيره للكيان الصهيوني، لا يزال يتوهم أن أمريكا قادرة علي حمايته، بل يفترض واهماً أن لأمريكا قيماً وأخلاقاً ووفاء بعهود ومواثيق، رغم أن الحقائق تبين العكس، ما بالك عن العجز الأمريكي الواضح عن حماية نفسها ناهيك عن حلفائها؟! وبجملة واحدة نقول: لو كانت أمريكا تفي بوعود وعهود لكانت قامت بحماية محمد بن نايف، وهو من أكثر أفراد العائلة خدمة لها، لذا فإن الملتحف بأمريكا عريان.

أترك تعليقاً

التعليقات