التغيير والبناء
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
قبل الحديث عن الحكومة الجديدة الموسومة بكلمتين لا ثالث لهما، وهما "التغيير والبناء"، وهي المهام المنوطة بها والمسندة إليها والتي نتمنى لها التوفيق والنجاح في أدائها، عليها أن تعي وتدرك جيدا أن ولادتها المتأخرة تجعلها تحت مجهر الشعب ورقابته، والتركيز الشديد على مدى ومقدار ما ستنجزه من الكلمتين الملازمتين لولادتها، وأولاهما "التغيير" بكل ما تعنيه كلمة التغيير الإيجابي والتي بقدر ما تحدثه من نجاح سيكون نجاح عملية البناء، لأن التغيير هو الأساس، أما مستواه فإن لم يكن تغييرا ثوريا فليكن مبنيا على تشخيص الخلل (الفساد) والعمل على إصلاحه أو إزالته وإيقاف منظومته.
ولنجاح هذه الحكومة لا بد من تعاون الشعب معها، لأنه بدون مؤازرتها شعبيا فلن تستطيع تحقيق النجاح المأمول منها، ولكن لتحقيق هذا التعاون يتطلب من الحكومة قيامها ولو بخطوة ترفع مستوى الثقة وتعزز التلاحم والتعاون، كإقالة الفاسدين الذين ظهر فسادهم في البر والبحر وألحق الضرر بالمجتمع وزعزع ثقته، ثم محاسبتهم لإيصال رسالة لكل من لا يزال ماضياً فttي فساده وردع كل من تسول له نفسه الفساد، وهذا يخلق أجواء إيجابية من التعاون البناء بين الحكومة وأفراد المجتمع ويعزز المؤشرات الدالة على وجود إمكانية لإحداث التغيير المؤسس لنجاح عملية البناء والقدرة، ومنها:
- أن ولادة هذه الحكومة هي ولادة وطنية داخلية دون تدخل خارجي أو قابلات أجنبي.
- أن النجاح إلى حد كبير في تغيير الوجوه.
- أن هناك جهدا ملحوظا تم بذله في عملية اختيار أعضاء الحكومة وعملية الإبقاء على الناجحين ممن سلف دليل وعي وعافية.
- أن أداء هذه الحكومة وأعضائها سيكون تحت رعاية وإشراف ومتابعة قائد الثورة (سلام الله عليه)، وهذا باعث للتفاؤل ومطمئن وضامن وضابط لأدائها، فلن يتحكم بها أشخاص أو تكون محطة لتفريخ مراكز للنفوذ.
وعلى الحكومة الحذر من المخاطر التي ستواجهها وممكن تؤدي للفشل لا سمح الله، من خلال تجنب الأمور التالية:
- الدخول في عملية تدوير الفاسدين والتي قد تتم نتيجة لوساطة أو محسوبية لنافذين أو الإبقاء على فاسدين أقارب لفاسدين قاموا بتعيينهم، وهم كثر.
- تدوير سابقين بحجة الاستفادة منهم ومن خبراتهم والشعب قد ضاق بهم وبفسادهم ذرعا.
- عدم محاسبة الفاسدين ومكافأة الناجحين.
- التباعد بين مراحل التغيير.
وعليه نتمنى لهذه الحكومة التوفيق في القيام بمسؤولياتها وحسن تنفيذ المهام المسندة إليها. وأنا هنا أخالف كل متشائم من التغيير المتدرج بدلا من التغيير الجذري الشامل، وأقول: إن بقاء الرأس في الجسد هو دليل حياة وبدونه موت الجسد.
اللهم وفق حكومتنا في أداء مهامها واغفر لنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

أترك تعليقاً

التعليقات