د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
وضعت إدارة الأمريكية نفسها في مأزق حقيقي أمام شعبها وجيله الشاب، ودفعت تصرفات وسلوك هذه الإدارة بأمريكا إلى أتون أزمة داخلية، عندما قررت الإدارة مواجهة المظاهرات السلمية لطلاب الجامعات الأمريكية المنادين بوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال في غزة ومشاركة بلادهم فيها، قمعهم بالقوة وتفريقهم ومعاقبتهم بالضرب والسحل والسجن وبفصلهم من جامعاتهم، وهو ما يثبت زيف ادعاء أمريكا والغرب عموما قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وغيرها، وتكشف حقيقة أمريكا وصورتها البشعة لشعبها ناهيك عن شعوب العالم.
وبكل سهولة يظهر اليوم لكل من يتابع مشهد الثورات الطلابية في الجامعات الأمريكية وامتداداتها في دول أوروبا الغربية أن الحرية وحرية الرأي وحقوق الإنسان وغيرها لا وجود لها إلا على الورق وفي وسائل الإعلام، ولا وجود لها في الواقع الأمريكي والغربي، وأن كل الحريات وحقوق الإنسان تنتهي عندما تصبح دعوة لوقف جرائم الإبادة التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني بالشراكة مع أمريكا ودول الاستعمار الغربية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وفي غيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة أو أي بلد من بلدان الأمة، بل ويصبح هذا النقد والتعبير عن الرأي معاداة للسامية وجريمة يعاقب عليها القانون.
وكما أن الهزيمة التي تلقاها كيان الاحتلال الصهيوني في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أدخلته في مأزق وجودي فقد أدخلت أمريكا شريكته بجرائم الإبادة في مأزق من ضياع الهيبة وفقدان كثير من القوة والهيمنة، فبعد مضي أكثر من سبعة أشهر على الحرب العدوانية الصهيوأمريكي على أبناء غزة وجرائم الإبادة بحقهم عجز الصهيوأمريكي عن تحقيق أيٍّ من أهدافه، ولم يحقق سوى مزيد من الهزائم المضافة لهزيمته في «طوفان الأقصى»، فلا استعاد الكيان أسراه، بل عمد لقتلهم والتخلص منهم، ولا أنهى المقاومة ولا أي من أهدافه.
أخيرا، فإن كيان الاحتلال الذي أعلن وبقرار أمريكي ودعم ودفع من أنظمة التطبيع الأعرابية اجتياح مدينة رفح في غزة ومعبرها لن يحقق سوى مزيد من جرائم الإبادة، ولن يحقق منه نصرا، لا سياسيا ولا عسكريا، على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته ومحور الإسناد، وسيلاقي الكيان ما لاقاه في كل مناطق غزة الأخرى التي دخلها بالقوة بعدما دمرها وقتل وأباد كثيرا من أهلها وخرج منها بالقوة وسيخرج بعون الله من كل غزة وكل فلسطين.
وإذا كان هناك من مكسب يذكر لكيان الاحتلال من اجتياح رفح فهو الإهانة للشعب المصري وهزيمة لمصر، جيشاً وقيادة، باحتلاله لمعبر رفح المصري المغلق مصرياً قبل اجتياحه، وبعد هذا الاجتياح سيفقد الكيان كل أوراق الضغط والتهديد وسيزداد ضربه ويشتد حصاره من قبل الشعب اليمني العظيم بقيادته الثورية المخلصة وجيشه المحنك وبقية أطراف محور الإسناد والمقاومة، وما النصر إلا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات