صناع التاريخ المتفرد
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
وسط مشاعر مفعمة بالآمال والمحبة والسلام وإرادة صلبة لا تلين في صياغة المستقبل وامتلاك ناصية القدرة على تطوير دفاعاتنا الجوية والبرية والبحرية، وخنق أسباب التخلف والقهر والوصاية والتجزئة والشتات، وتجاوز كل مشاق المسعى وأعباء الزحف في اتجاه بناء حاضرنا وفق ما يحقق أحلامنا وآمالنا في التوحد وبناء أعمدة للغد صلبة تترسخ عليها أهداف الثورة اليمنية الممهورة بالدم... وسط تلك الأفراح والأحلام والآمال والغايات، يحتفل شعبنا وصناع هذا الزمن المتفرد النابت من صلب الإرادة والعزيمة والصمود والفعل والعطاء، يحتفل بأعياد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر و26 أيلول/ سبتمبر و14 تشرين الأول/ أكتوبر، تلك الثورات المحمولة على أجنحة شهادات أبطاله وأنهار دماء مناضليه وأرصدة فداء بنيه صانعي الثورات اليمنية.
نحتفل هذا العام بفخر واعتزاز لما لهذا العام من دلالات تاريخية عميقة احتلت مكانة رفيعة وهامة في وجداننا، بإنجاز كوادرنا العسكرية هدفاً أساسياً من أهداف الثورة اليمنية، بناء الجيش القوي بإمكانياته التقنية الحديثة وصواريخه الدقيقة ومسيراته المتطورة، وبذلك حقق جيشنا أسمى وأنبل أهداف الثورة، هدفاً يمكنه من الدفاع عن الثورة ومواجهة الأعداء وكل المتربصين بنا وبقوتنا الذاتية النابعة من صميم قدراتنا وخبراتنا وخياراتنا والدفاع عن المصالح والسيادة الوطنية ومطامحنا المستقبلية، واستعادة ما هو أكثر أهمية والمتمثل في الكرامة والسيادة للوطن والمواطن، وتحويل كل تلك الطموحات والأمنيات من مشروع إلى حقائق، وبدون ذلك يظل الاستقلال مفتوحاً أو مجرد حلم أو كلمة بلا محتوى.
الثورة لا تقبل التجزئة، وأيضاً الاستقلال الوطني والمسيرة الديمقراطية. إن ما تحقق من منجزات بحاجة إلى تعزيز، وما صاحب تلك الإنجازات من سلبيات بحاجة إلى إزالة لتأمين استمرارها ونموها وتفوقها، منجزات مبنية على أسس التضامن والاندماج الاجتماعي وثقافة التفتح والاعتدال والتسامح، وترسيخ الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون وكرامة المواطن ومشروع الثورة الحضاري للتغيير على دروب بناء الدولة الحديثة والمدنية، وتوطيد دعائم التنمية الوطنية والاستغلال الجماعي لموارد الأرض والبحر، وتضييق المساحة والفجوة بين الذين يستثمرونها لمصالحهم الخاصة، وبين الذين يموتون جوعاً، وبين قلة تتمتع قسراً بثروات الأرض والبحر والسماء لبقائها الخاص، وبين أكثرية مطلقة تعاني من التدهور المستمر في حياتها المعيشية.
أكثرية كل خلجاتها تشع وجعاً وجوعاً بفعل الأعداء المتربصين بنا ليل نهار، ولا يهدأ ولا يستكين عدوانهم لحظة واحدة، ولا يميلون عن حقدهم علينا لا بهدنة ولا بسلام، ومع كل ذلك نعيش لحظاتنا التاريخية ونحتفل بالثورات التي صنعت وتصنع انتصاراتنا وعزنا وكرامتنا ومستقبلنا وتتجمع في دائرتها كل الحقائق من مقدمتها إلى نتائجها... لحظات تاريخية تحتمل فقط رؤية الحقيقة نفسها التي تضيئها انتصاراتنا وصمودنا، وعلينا الإمساك بها قبل فوات الأوان.

أترك تعليقاً

التعليقات