الجامعة «العبرية»
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - 

الجامعة العربية هيكل بلا مضمون، ومظلة لتسويق الصفقات والتنازلات واتفاقيات التطبيع لتأسيس شرق أوسط جديد، بعد فشل المشروع الأمريكي القديم في حرب تموز 2006. الجامعة العربية في حالة هوان، ونظام رسمي يعتريه البؤس والارتهان. جامعة عربية تسعى لإبعاد فلسطين وإدخال "إسرائيل"، وتدعم تحالفاً يستهدف الأمة العربية في الصميم، تحالفاً سببه إخفاق وفشل واشنطن وأدواتها في كل الحروب والمحاولات البائسة في المنطقة، تحالفاً يكتمل بالتطبيع والتعامل المباشر العلني مع "إسرائيل" وتشكيل جبهة هدفها محاربة إيران والمقاومة العربية الرافضة لكل أشكال التطبيع والإذلال، وتحقير الأمة العربية وامتهان شعوبها وإعطاء "إسرائيل" القيادة المركزية في نظام الدفاع عن المصالح الأمريكية، والجميع أدوات تحت المظلة الأمريكية. مشيخات معادية لشعوبها وطاغية ومتبلدة ومشاركة في التمويل والتنفيذ وكل ما تملك من الإمكانيات المادية والمعنوية، مشاركة في القتل والدمار والنكبات والكوارث والمآسي والمجازر والعدوان على فلسطين واليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا، خونة لا نستثني منهم أحداً، وجامعة لا تمثل مصالح الأمة العربية وخياراتها وأهدافها وطموحاتها وآمالها، وإنما هي المقر الرئيسي لإعداد مسرحيات تدافع عن التطبيع ومشروع استبدال العدو ودعم الاتفاقيات الغادرة والتغطية على خيانات وتواطؤ وسقوط مشيخات الخليج. خذلان فج ووقح للقضية المركزية للأمة العربية، وتحولات عاصفة متلاحقة في لحظات حاسمة كانت نتائجها انهيار قوائم الجامعة العربية وسقوط جسورها وفقدان دورها القيادي المفترض، وأصبحت تقاد بدون تردد وبدعم وتمويل أنظمة مشيخات الخليج. أنظمة باهتة وضائعة لا حياة فيها ولا بريق، بلا هيبة ولا تماسك ولا كرامة جاهزين للانبطاح والدعس على الرقاب والتوقيع على بياض لأي اتفاق يضر مصالح الأمة العربية والإسلامية، المهم البقاء في حالة الانبطاح والتشخير على كراسي الحكم والسلطة حتى آخر نفس. ما الذي يجعل هؤلاء العجول وهم يملكون أهم الكنوز وأغناها في العالم بمثل هذا الضعف والعجز والإذلال؟! 
هناك علة مزمنة في منطقة صنع القرار، وتلاحم مصالح تلك العجول مع مصالح العدو والدول الإمبريالية الكبرى، وتوافق على المستوى السياسي كما في المستوى الاقتصادي، بل وفي مستويات ومواقع القرارات كافة، ما يجعلهم مجرد حراس لتلك الكنوز، ولذلك ضاعت الكنوز وتاهت لتستقر خارج منطقة أمتنا العربية، وسقط الإطار العام للحالة العربية (الجامعة العربية) متفتتاً مكسوراً إلى إطارات، وتلاشت القوة الاقتصادية لتذوب داخل أضيق نطاق أسري، وبهتت الصورة التاريخية الحضارية للأمة العربية بعد انشطارات جعلت منها أمماً وعلى قياس مجموعة من الأسر الطاغية المتبلدة. 
القضية الفلسطينية لم تعد تهم سوى الفلسطينيين وحدهم. أصبحت قضية تهم الإنسانية جمعاء وكل الأنظمة التقدمية المحبة للسلام، كل القوى السياسية، كل المال، كل السلاح، كل الأرواح النقية الطاهرة. هناك بوادر انفجار هائل قد يبدل تبديلاً نوعياً في نظرة المجتمع الدولي إلى نظامه. وهناك أيضاً توحد فلسطيني حول نهج المقاومة ورفض كل تملق وتفاوض وتردد لكل تراجع لكل تعامل سياسي واقتصادي يخدم "إسرائيل"، وليس أمامنا سوى خيار المقاومة والرهان عليها.

أترك تعليقاً

التعليقات