سفن الحياة الإيرانية
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
بكل هذا الحمل الثقيل من أزمات اقتصادية وسياسية وانهيارات داخلية وتباين بالمواقف ووجهات النظر وهموم الحاضر، وتحت وزر المراحل السابقة، وبإرادة قوية وشجاعة لا تقهر، بدأت بواكير معركة الحياة الاقتصادية بسفن الحياة المحملة بالوقود الإيرانية لتكسر الحصار الأمريكي السعودي الظالم على الشعب اللبناني، وتحدد المواقف والتحالفات السياسية الهادفة، وترسي معادلات ردعية جديدة تشمل المساحة البحرية، لتربك الاحتلال وداعميه وتضع أمريكا و"إسرائيل" أمام معضلة الرد، وتمكن حزب الله من اتخاذ قرارات حاسمة يستطيع من خلالها الدفاع عن حقوق الشعب اللبناني بكل طوائفه في العيش الكريم، وكسر الحصار المذل المفروض من قبل أمريكا والدول الغربية والسعودية، الذي يهدد حياة اللبنانيين بكل طوائفهم.
قرار حزب الله الشجاع والجريء بمد جسور للحياة يشكل للبنانيين معبراً آمناً راسخاً نحو حياة مستقرة اقتصادياً، باستيراد المتطلبات الضرورية والأساسية من المازوت والبترول من إيران وبالعملة المحلية وبالسعر المناسب وبدون استغلال. والمعروف أن إيران الوفاء لم تتخل يوماً عن حلفائها، رغم الحصار والعقوبات المفروضة عليها من قبل أمريكا والدول الغربية الإمبريالية المتوحشة. قرار حزب الله الأمين والصادق والشجاع هو إحباط لكل المخططات الأمريكية والغربية والسعودية الساعية لتضييق الخناق الاقتصادي على الشعب اللبناني وإخضاعه وإجباره على التخلي عن المقاومة اللبنانية والدخول في معارك وحروب أهلية والسير مع تلك الكيانات الخاضعة للمشروع الأمريكي والتطبيع مع العدو "الإسرائيلي".
استطاع حزب الله أن يحول التأجيج ضده إلى تأييد شعبي. سياسة حكيمة جعلت أمريكا والدول الغربية والسعودية يتخبطون للخروج من شر أعمالهم الدنيئة في تجويع الشعب اللبناني وخلق الأزمات الاقتصادية وهبوط قيمة الليرة اللبنانية إلى درجة مخيفة مما جعل اللبنانيين يبحثون عن أبسط مقومات الحياة.
إن التخويفات والتحذيرات من قبل خصوم حزب الله هي تهويل سياسي غير واقعي، ولن تكون هناك عقوبات أصعب من المعاناة التي يعيشها اللبنانيون حالياً بسبب شح الوقود، وعدم استيراد المحروقات والأدوية، وتراجع احتياطي العملات الأجنبية إلى مستويات متدنية، حيث تدهورت الأوضاع المعيشية في لبنان مؤخرا بعد أن خفض مصرف لبنان المركزي والحكومة دعم استيراد المحروقات والأدوية وتراجع احتياطي العملات وتسبب شح الوقود في عرقلة خدمات بعض المستشفيات وإقفال عدد من المخابز والأفران أبوابها وتوقفها عن إنتاج الخبز إلى جانب انقطاع الكهرباء عن منازل المواطنين لساعات طويلة.
قرار أمريكا مساعدة لبنان للحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية وتسهيل نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية جاء كرد فعل على قرار حزب الله استيراد الوقود من إيران، فأمريكا هي التي تحاصر لبنان ومنعت عنه الوقود والكهرباء، والآن تسمح باستيراد الغاز المصري والذي سيصل إلى لبنان عبر سورية وهو مربوط بشكل مباشر بالغاز "الإسرائيلي"، لأن أنابيب الغاز مشتركة، هل تسمح سورية بعبور تلك الأنابيب المشتركة، وتدخل في تطبيع غير مباشر مع "إسرائيل"؟!
السعودية وبعض الدول الخليجية تغذي تفتيت لبنان وتجويعه وموته وانقراضه وتدفعه دفعاً نحو المنحدر الذي يبدأ منه الانزلاق نحو الحروب الأهلية والتلاشي والانقراض، دول كرتونية مصفدة بالرعب والخوف وبالتواطؤ والتخاذل والهزيمة والاستسلام والحماية الغربية التي يتوهما البعض، ولن تجلب سوى دمار المعبد على رؤوسها، ويبقى حزب الله منتصراً.

أترك تعليقاً

التعليقات