الحرب الناعمة (1)
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا

المحاولات البائسة لتحالف الشر والعدوان الأمريكي – السعودي، في بث ثقافة العجز والرضوخ والاستكانة، وبورصة المزايدات والإحباطات إعلامياً وخطابياً وفكرياً، وشن حروب نفسية ناعمة، والترويج للهزيمة الساحقة والماحقة، وبث ثقافة اليأس والاستسلام بكل ما تنطوي عليه من هشاشة، ومحاولة الاستذكاء والنباهات الديناصورية التي ولى عهدها منذ أمد بعيد جداً، واستغباء ذكاء الآخرين لتحقيق اختراقات استراتيجية في الجبهة الداخلية بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة، بالاحتواء الاقتصادي والسياسي، والتغريب الثقافي، وصولاً إلى سلخ الإنسان اليمني عن تاريخه ومعتقده وثقافته، من خلال الترويج الإعلامي والثقافي المغلوط، وغرس فكرة الإرهاب والتمرد بثورة أيلول التي اختارت طريق التحرير والنضال ضد الامبريالية والصهيونية، أما عدوانهم الهمجي المتوحش فيعتبر مشروعاً وقمعاً لحركة تمرد خارجة عن الطاعة السعودية والوصاية، ومن أجل إعادة (شرعية مفقودة).
لم يكن عدوانهم إرهاباً، وإنما أمر محتم ومفروض بشرعهم وعرفهم، لكونهم أسياد المنطقة وحكامها ومالكي قرارها وخيراتها، مما يحقق لهم حالة من الاستكانة والرضوخ ومصلحة البقاء والكسب والاستقرار الوهمي، تلك الأوهام التي تسوقها وسائل إعلام العدو، وينظر لها بعض ضعاف النفوس من الشخصيات الموبوءة والمنبطحة والمستسلمة من يمنيين وعرب، شخصيات لا تعرف وسيلة للحياة خارج حدود الظلام، عبيد المال والظلم والفساد، لا يستندون على أسس علمية حقيقية، أو قاعدة يركن إليها. إنها مجرد لافتة وهمية ابتدعتها مملكة الشر السعودية لبث ثقافة الإحباط والهزيمة، وفرض خياراتها وهيمنتها المطلقة، والقبول بالحلول الاستسلامية بطبيعتها المذلة. كل تلك الأوهام والتهديدات والوعد والوعيد سقطت بغزو صواريخنا الباليستية اليمنية المتلاحقة على عاصمة الشر والفجور، وسقطت معها اللعبة المكشوفة في التشكيك، والنعوت والأوصاف التي تحط من قدر الإنسان اليمني وحقيقته البطولية، وقدراته العلمية في التطوير والابتكارات والتفوق في المجالات العسكرية والعلوم الإنسانية.
الصواريخ الباليستية أسقطت حجج التفاوت التكنولوجي، واختلالات موازين القوة، ونوعية الأسلحة التي يقتنيها العدو، وأوصلت الرسالة بدلالاتها القوية إلى من لم يستوعب بعد تاريخ الشعب اليمني ونضاله وصموده من أجل الحق والحرية والعدالة. 
الشعوب التي خسرت حروبها أصيبت بالخسارة لأنها كانت ضحية لتعبئة خاطئة، فحربنا ضد تحالف الشر والعدوان مشروعة ومبررة، ولا يمكن أن تكون السعودية عدواً، وفي نفس الوقت الشقيقة الكبرى، ولا يمكن أن نساوم ونخضع لشروط قوى الشر والعدوان، والتصالح معه على حساب الأرض والكرامة، ونستسلم لمطالبه، ولا يستطيع كائن من كان أن يتلاعب بالتعبئة العقلية والفكرية والنفسية، فإن استطاع فتلك كارثة وهزيمة منكرة، وسقوط مدوٍّ.
حربنا مشروعة ومبررة ضد عدو يريد إلغاء إرادتنا في الحياة الكريمة، يريد أن يفرض إرادته علينا بقوة السلاح والمال، يريد إذلالنا وهيمنته المطلقة على مصيرنا وعزتنا وكرامتنا. حربنا مشروعة، والنصر حليفنا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وسيظل حليفنا في الحاضر والمستقبل. نحن نعلم ونقدر بأن العدوان ليس مواجهات عسكرية وحصاراً اقتصادياً وقصفاً وتدمير منشآت اقتصادية وخدمية وطرقات وجسور، فهي بالإضافة إلى الحديد والنار تتكئ أيضاً على أسلحة من نوع سياسي، وأيديولوجي، وديني، ونفسي، ومعنوي.. الحرب طويلة وقاسية، وليس كما كان يتوقع ويقدرها العدوان حسماً سريعاً، ودخول صنعاء من أوسع الأبواب بدون معاناة وتكاليف ومقاومة تذكر.

أترك تعليقاً

التعليقات