ثقة في المستقبل
 

طاهر علوان

أغلب شعوب العالم لديها تجارب نضالية، وتمتلك قدرات إبداعية لخلق وسائل بسيطة التكاليف عالية القدرة والحسم والفاعلية في مواجهة جيوش تمتلك وسائل حديثة عالية التقنية والتطور، وقوة بشرية من ضباط وجنود محترفين، وبإمكانيات ومؤهلات علمية متخصصة في الشؤون الحربية.
تجارب الشعوب متعددة ومتنوعة: بالحجارة والسكين استطاع الشعب الفلسطيني الأعزل أن يواجه أقوى الجيوش في المنطقة، والثورة الصينية ومن خلال تجارب مريرة، وعبر سنوات طويلة وقاسية، استطاعت أن تحقق انتصارات مذهلة وإنجازات علمية وإنسانية بفضل فكرة حرب الإنفاق وارتباط القيادة بالشعب، واستطاع الشعب الفيتنامي قهر الجيش الأمريكي بإصرار وعزيمة لا تلين، فتحولت فيتنام إلى مستنقع للأمريكان، وبوسيلة العصيان المدني وتوجيهات الإمام الخميني عبر الكاست، استطاعت الثورة الإيرانية اجتثاث سلطة الشاه رغم قواتها المتخصصة والمدربة والمسلحة بأحدث التقنيات الأمريكية.
ومن حقائق عصرنا والتي ستبقى بصمة تاريخية هامة، مواجهة شعبنا اليمني بكل قطاعاته أعنف ما شهده العالم من عدوان بربري همجي متوحش وتحالفات دولية تمتلك قدرات وإمكانيات وتقنيات تفوق كل التصورات والتوقعات، وحصار خانق مطبق من جميع الجهات، وتجويع ومعاقبة شعب بأكمله، وصمت دولي، واجه كل ذلك دون أي سند أو عون، غير سند الرحمن وعونه، وصمود وقدرات الشعب اليمني على المواجهة التي تزداد صلابة، وإرادته تزداد ثباتاً، وقدرته على القتال بكل الأسلحة تتأكد وتؤتي ثمارها الحاسمة، ولاعة تحرق ملايين الدولارات، وبغمضة عين، تحرق جبروت واستكبار وغطرسة مملكة الشر، ولا يحتاج المقاتل اليمني للصواريخ والقذائف لتدمير الآليات الباهظة الثمن والحديثة فخر الصناعة الأمريكية، ولاعة وقطعة كرتون تكفي لإنزال الهزائم بقوات متعددة الجنسيات ذات تأهيل عسكري عالٍ ومتسلحة بأحدث أنواع الأسلحة وبمليارات الدولارات.
الولاعة رمز لشرارة إشعال كل مفاصل وأركان مملكة الشر السعودية، ثورتنا شديدة الاشتعال، وأشد عنفاً وأكثر تأثيراً على التوازنات الدولية والإقليمية في منطقة استراتيجية وحساسة على المستويات الدولية والتوازنات الإقليمية والتأثيرات الأمنية في تركيبة المنطقة وخريطتها الجغرافية، وأهمية الموقع لا تقتصر على الحدود اليمينية، بل تتسع لتشمل كل المناطق المجاورة حتى تطال النطاق الأمني الأمريكي وآبار النفط والشركات النفطية (أرامكو) وغيرها، وكلها أجزاء من أشواك الموت في جسم مملكة الشر، وعوامل خطر تلوح بوجه السياسة السعودية التي شملها الجمود وحاصرها التخلف والإذلال والانتكاسات والهزائم، وقريباً ستجد نفسها مضطرة للاستسلام والخضوع، وسيبقى الإنسان اليمني العملاق الشامخ والشعب المعتز باستقلاله، المؤمن بحقيقة الثورة والحياة الكريمة.
اليمن ليست مهمة سهلة حتى يستولي عليها أي أمير رخو، الحذر من الشعب اليمني لأنه إذا وجد نفسه محاصراً في زاوية ضيقة، فلن يستسلم، بل سيزيد إصراراً وحماساً على القتال حتى الوصول إلى عروشكم، والشواهد التاريخية التي تؤكد شجاعة اليمنيين لا تعد ولا تحصى. لن نركع، ولدينا الإرادة القوية التي لا تقهر لمواجهة التحدي، وأيضاً لتطوير خياراتنا الاستراتيجية (بركان وزلزال والصواريخ التي يصل مداها إلى الرياض وما بعد الرياض) وغيرها من المفاجآت التي لا تعلمونها، وهذا ما نستمد منه المزيد من التفاؤل والثقة في المستقبل.
من استطاع أن يحتقر ويسخر من فخر الصناعة العسكرية الأمريكية الدبابة (الإبرامز) ومدرعات (البرادلي)، بقطعة كرتون وشعلة من ولاعة، يستطيع أن يصل إلى قصوركم، ويحرر أراضينا المقدسة من دنسكم وجهلكم ورخواتكم.

أترك تعليقاً

التعليقات