المقاومة وعشيرة الشياطين
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
في هذه اللحظات العاصفة من التحول العالمي في مواجهة عشيرة الشياطين ما برحت تزحف نحونا بكل الوسائل المدمرة والقاتلة، والأدوات الإرهابية الفتاكة والطرق الجهنمية الشيطانية لتُسقط علينا بعدوانها كل أنواع الدمار الساحق والقاتل لكل فاعليات الحياة.
تُسقط الصواريخ الضخمة الملتهبة لتطحن آخر ما تبقى من عظامنا وأرواحنا وحتى آخر عصب من إحساسنا. تسحق فلذات أكبادنا باسم الشرعية والديمقراطية والعدالة والتحرر. تقتلنا لتؤمن لنفسها التحكم باللعبة الشيطانية، الفتن والحروب الأهلية واستغلال الثروات والتحكم بالحريات وتقرير المصير وطرد وسحق كل من يخل بقواعد اللعبة الشيطانية وتوازناتها إلى خارجها بانتظام واتهامه بكل صفات الجنون والتمرد والعصيان والعبث والتخريب، وصولاً إلى الإرهاب، وتحاول بإعلامها المضلل أن تحرمنا من إحدى أهم الحقائق في الصراعات المصيرية التاريخية الثابتة.
معرفة العدو وحقيقته تفقدنا توهج أهداف الثورة وإنجازاتها، والمقاومة وقوتها وصمودها وأهدافها التحررية الإنسانية وانتصاراتها العظيمة التي لن تغيب أبداً وستستمر حتى تحرير كل الأراضي المغتصبة وهزيمة وإسقاط كل التحالفات الشيطانية و"أحزمتها الأمنية" التي تعتبر الأخت التوأم للشيطنة والتفتيت المذهبي والحروب الأهلية والفوضى الخلاقة المصدرة من الشيطان الأكبر أمريكا إلى عشيرتها الشيطانية في الخليج والسعودية وتركيا المهووسة بإعادة الامبراطورية العثمانية، ومحاولاتها كسب ود الشيطان الأكبر بالرغم من عدم جدارتها بأن تلعب دوراً مهماً في العراق وسورية واليمن، شبيه بذلك الدور الذي لعبته "إسرائيل" في لبنان عندما جرفت البلد من الداخل ولغمت به الخارج العربي بكامله منذرة بأن تحول لبنان إلى شظايا وإقامة "حزامها الأمني" في الجنوب نقطة حراسة للمشروع التفتيتي الصهيوني برمته.
إن تركيا المتحالفة مع "إسرائيل" قد تكون حاملة لمشروع شبيه، لكنها فاشلة في مخططاتها الدنيئة. وأمريكا لا تريد وكلاء فاشلين لها، ولن تمنح تركيا هذا الاعتبار لتنفيذ سياستها في المنطقة، فذراع الشيطان الأكبر طويلة وممتدة وموجودة في البر والبحر والجو. أمريكا تريد من تركيا دوراً محدوداً في سورية والعراق وإيران واليمن. تريدها جسراً لمخططاتها وسياستها وبوقاً لإعلامها. تريدها وسيلة إعلامية لتضليل وتزوير وعي الناس وحشو أدمغتهم بالمشروع الأمريكي وتحييد الجماهير عن ممارسة حريتها وعن التفكير بامتلاك سلطتها وثرواتها، وتقديم مبررات لتواجد سلطة الزعامة الشيطانية التي تضع الحلول لجميع المشاكل والصعوبات، ومتخصصة ليس في مجال السياسة فحسب، بل في كل المجالات الاقتصادية والصحية، وعلى الجماهير الشعبية أن تلجأ إلى المتخصصين لمعالجة أمراضهم.
تلك إذن هي العشيرة الشيطانية الكونية والتي لا يمكن تلافيها إلا بثورة إنسانية من أجل الحرية الحقة والديمقراطية الفعلية على المستوى الكوني، ثورة تضمن للإنسانية حريتها وسيادتها على قرارها ومقدراتها، أي تحريرها من كل أشكال الحاجة دون وصي عليها من قبل شياطين هذا الزمن الردي أو أبطال من هذا الزمن يسرقون تاريخ الإنسانية ويحولون الإنسان إلى ضحية للاستلاب الوحشي.

أترك تعليقاً

التعليقات