سنوات صعبة ولكن...
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا

سنوات صعبة وقاسية ومريرة، لكننا لم نفقد الأمل، بل التحمنا واندمجنا فيه، مستندين إلى الإشراقات المضيئة والإنجازات الثورية الاستراتيجية لثورة أيلول، والتي أنجزت خلال سنوات العدوان والحصار الاقتصادي الخانق إنجازات عجزت عن تحقيقها قوى العمالة والوصاية في الأنظمة السابقة والفاسدة في عصور السلم والرخاء. وكلما اشتدت القتامة وازداد الاستهداف وعزم العدوان على إنتاج الهزيمة بالحصار والقصف والتدمير الممنهج وخلق الصراعات الداخلية وابتكار وسائل وعوامل الإحباطات واستباحة كل المحرمات والمقدسات، يتعزز الأمل لدينا في انبثاق شمس الحرية والعدالة، وسط نفايات زوابع وعواصف الشر والعدوان والظلم والظلام، يتعزز الأمل في الانتصارات الحاسمة بإرادتنا وصمودنا وبقوتنا الصاروخية البالستية المعادل البديل للتوازن وردع قوى تحالف الشر والعدوان، ومحاولاتها الهشة  في التصدي لإرادة  شعبنا المقاوم، من يعمر الحياة لتنتصر على إرادة الموت والدماء. ينتصر الحق والعدل على الطغاة المستكبرين، أينما وجدوا، بقوتنا الذاتية وصرختنا القوية الصادقة صدق إخلاصنا لقضيتنا العادلة، ورفضنا أن نكون مثل تلك الأمم المهزومة والمستسلمة لإرادة الغير، والتي تقبل أي حل تجود به سماحة الغالبين من إمبراطورية الشر (أمريكا) وعروش الظلم والظلام في الدول الكرتونية (السعودية والإمارات).
سنوات العدوان سنوات العذاب والدمار والنكبات القاسية، تتجمع في دائرتها كل الحقائق من مقدمتها وحتى نتائجها. سنوات لا تحتمل المفاجآت، والتي أزالت الغشاوة عن أعيننا، واتضحت حيثيات الصراع وأبعاده ومضامينه والتحالفات وأبعادها لترسم علامات فارقة بين تداخل الخطوط والوجوه، والتواطؤ الحاصل إزاء ما تقوم به أمريكا وتحالفاتها من عدوان وتدمير، والمؤيدات الدولية والإقليمية التي تدعم وتساعد على استمرارية العدوان، والحالة المفرطة في مأساويتها والتي يعيشها عالمنا اليوم، العالم المتوحش المجرد من القيم الإنسانية والقيم الأخلاقية، والخاضع والمساعد على نمو قانون الغاب الذي صاغه منطق النظام الداخلي للعولمة والنظام العالمي. ومن خلال السنوات العجاف استطعنا أن نفرق بين الوطني الشريف والعميل المرتزق، والمسافة بين الحياة والموت، بين الانكفاء والانبعاث، بين الفجر والغروب، بين الصمود والخضوع للأقوياء مصاصي دماء الشعوب، بين الحرية والعبودية، بين امتلاك القرار الوطني والسيادة وبين التبعية والإذلال والتفريط بالوطن والكرامة والثروة والأرض والإنسان.
 ليس جديداً على هذا الشعب العظيم اجتراح المآثر وصياغة إشراقات يومه وغده ومستقبله، وتطهير المجتمع من الفساد آفة الشعوب، وكل الشوائب التي رافقت مسيرة الثورة صوب حلمها وهدفها وغايتها في نسج واقع جديد تتحقق فيه أسباب الرخاء والازدهار تحت شعار (يد تبني ويد تحمي) وتعزيز الصمود الجماهيري والاعتماد على الذات والنضال ضد الخروقات واغتيالات الأحلام والوجود الإنساني الكريم، فالجروح التي ما زالت تحفر عميقاً في لحمنا، والحزن الذي لا يزال يعتصر قلوبنا يقابلها الانتصارات والبناء والصمود والأمل والاستمرارية في المقاومة حتي يأتي اليوم الموعود والنصر الحاسم والقريب على أولئك الذين يثرون على حساب دماء وعرق الشعوب ويبنون عروشهم  على جماجم الضحايا ولقمة عيش الفقراء. وخلال السنوات العجاف، انتصرت رؤيتنا وفكرنا ومواقفنا وكل ما نحمل من أحلام وما تضمه من طاقات وبشر، وبصمودنا وإرادتنا وتوحدنا يتجدد الأمل دائماً ويؤكد نفسه من خلال مؤشرات المعارك في الجبهات والحدود ووصول المواجهة إلى العمق السعودي.

أترك تعليقاً

التعليقات