دول كرتونية لا تضاهي أرميتاج روسيا
 

طاهر علوان

من لم يكن قد استوعب مكنون ومفهوم التغيير الجديد في عالمنا جراء انهيار الأنظمة الاشتراكية، وإقامة النظام العالمي الجديد بإدارة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد جاءته الأحداث الأخيرة المتسارعة، وخاصة زيارة الغلام وزير خارجية الدولة المعتوهة- دولة الأسرة الباغية آل سعود ـ إلى روسيا، ليصدم رأسه بالصخر، وتجعله يصحو ليرى واقعه، وحدثاً من أغرب الأحداث ضمن سلسلة أحداث ومتغيرات شهدتها منطقتنا، وسنشهد المزيد منها كجزء من المتغيرات الهزلية التي تعصف بالعالم العربي، ذلك العرض المهين من قبل وزير خارجية معتوه لـ(دولة) متخلفة بكل ما يحمله هذا التوصيف من دلالة، وفي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، دولة لا تملك مؤسسات اقتصادية أو مؤسسة ثقافية، ولا تملك مصنعاً وطنياً منتجاً، وما يوجد فيها مجرد معامل للتعليب، لا تستطيع حتى منافسة هائل سعيد أنعم بدون شركائه!
تلك الأسرة التي لم ترتفع إلى مستوى العشيرة الحرة، والتي تتحكم بمصير شعوب عربية، وبعقلية غلمان لم يبلغوا سن الرشد الرجولي، ولن يبلغوه، ومخرفين مصابين بالضمور العقلي والوجداني، تلك (الأسرة الهوشلية)، والتي تسمي نفسها (المملكة)، تعرض على روسيا ـ الدولة القوية القادرة ذات الإمكانيات الهائلة في جميع مستويات الحياة - يعرض ذلك المعتوه رشوة بإدخالها السوق الخليجية، وإعادة روسيا إلى أفضل مما كانت عليه أيام العصر الاشتراكي! يا لسخرية الأقدار (صحيح اللي اختشوا ماتوا) كما يقول إخواننا المصريون.
 متحف أرميتاج بمقتنياته الثمينة، وبجدرانه الذهبية، ولوحاته النادرة، وغرفه وطوابقه التي فيها ما لا يحصى من تحف، ونوادر فنية، وأحجار كريمة، والتي تشكل مدائن من التحف البديعة والنادرة، يساوي من الناحية الاقتصادية ما تملكه الدول الكرتونية الخليجية، وعلى رأسها السعودية، من ثروات.
تريد تلك الأسرة الباغية أن تعيد مجد الاتحاد السوفيتي مقابل تخلي روسيا عن سوريا، واستبدال نظام الأسد فيها بنظام دواعشها ونصرتها ومن لف لفَّهم، رشوة ومقايضة غير عادلة، استبدال نظام سيادي وديمقراطي إنساني بنظام عميل متوحش، تنعدم فيه الإنسانية، مجرد قطيع استهلاكي لا يربطه بالإنسانية أي رابط.

أترك تعليقاً

التعليقات