وإن عدتم عدنا
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
تلك الدول الغربية والعربية المنحطة، والمنظمات الدولية والعربية المنافقة والتي تكيل بمكيالين إزاء ما يحصل من جرائم مروعة ومجازر بشعة من قتل المدنيين الأبرياء واستهداف الأسر الآمنة، مجازر ومحارق وشهداء تحت الأنقاض، تتشابه إلى حد التطابق بالمجازر والمحارق الإسرائيلية وإن اختلف المنفذ، فالأسلوب واحد والهدف واحد.
تلك الدول والمنظمات الدولية والعربية ترتكب جرائم لا تقل فظاعة بذلك الصمت القاتل والسكوت المريب والتواطؤ عن أفظع جرائم ترتكب في التاريخ، وهم شركاء أساسيون في العدوان، دول متواطئة ومتربصة بكل ثورة جادة وامتصاص الثروات والمال والنفط من شعوب العالم.
تلك الدول الاستعمارية التي تعمل على شل إرادة الشعوب والممانعة والمقاومة وتعزز من تداعيات الاستسلام والتطبيع، تلك الدول الخانعة والمستسلمة للخطوط الحمراء الأمريكية، والسعودية، والإماراتية، والمحتجة على استهداف مطاري دبي وأبوظبي وقصف مصفاة النفط في المصفح والتي تبعد أميالاً قليلة فقط من قاعدة «الظفرة» الجوية التي تنتشر فيها القوات الأمريكية ومعداتها العسكرية، وقصف مخازن «أدنوك» أو «أرامكو» الإماراتية.
قدرات يمنية نوعية هائلة ومتمكنة وفعالة بإرسال ذلك الكم الهائل من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الانتحارية وتوجيه ضربات دقيقة قاتلة بالرغم من بعد المسافة واختراق منظومات الرادارات متعددة الجنسية، حصل ذلك في الإمارات التي تفاخر بأنها بلد آمن ناشط اقتصادياً في منطقة تعصف بها التقلبات، ومع ذلك استطاعت الصواريخ والمسيرات اليمنية أن تصل إلى أهدافها بدقة متناهية وفي عملية نوعية وفي العمق الاستراتيجي الإماراتي، وتجعل تلك الإمارة كياناً غير آمن، بعد محاولاتها وعلى المدى الطويل أن تحافظ على سمعتها الأمنية خوفاً على مصالحها التجارية والسياحية وأهميتها للاقتصاد العالمي كما تتوهم. 
والآن أصبح أمنها تحت استراتيجية الاستهداف والمعادلة القائمة ومبدأ العين بالعين بعد انضمامها مجدداً إلى المعارك وتكثيف عملياتها العسكرية والجوية ودعمها ألوية العمالقة ونشر عناصرها في شبوة ومشاركتها الفعلية في القصف والتدمير والحصار الذي جعل أطفالنا يعانون من الهزال والتقزم ويموتون أمام أعيننا وفي أحضان أمهاتهم لعدم وجود الدواء ومنع حق أساسي إنساني وهو الغذاء والدواء، وجعلهم عرضة للمرض والموت الأكيد بسبب الحصار ومشاركة الإمارات في قصف المستشفيات ومجالات التعليم وكل الحقوق الأساسية للإنسان.
عدوان يتناقض مع مواثيق هيئة الأمم سواء ميثاق حقوق الإنسان أو حقوق الطفل أو حقوق المرأة أو حقوق التنمية، ومن المثير للسخرية أن تتهم صنعاء بأنها مصدر لتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. 
وهنا من حقنا أن نتساءل: من أعطى الحق لأولئك الأوغاد حماة «الشرعية» في التدخل الفاضح وانتهاك سيادتنا وشن الغارات والقصف اليومي والقتل الجماعي والمجازر البشعة وقتل الأسر الآمنة والأطفال والنساء والعجزة؟! 
كل تلك المجازر البشرية والإبادة الجماعية والعالم الظالم الخانع المنافق والخاضع لا يحتج ولا يدين لا بشدة ولا برخاوة القصف اليومي على الأحياء السكنية وقتل البشر، وكأن ما يقوم به العدوان من قتل ومجازر ومحارق وتدمير لعبة إلكترونية كالأتاري لا تشمل أفراداً حقيقيين ولا يوجد ضحايا من البشر! 

أترك تعليقاً

التعليقات