حلف الحرب والشر والعقوبات
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
كل ذرائع حلف الحرب والشر ليست إلا هجمات سياسية حاقدة باسم الشرعية والقانون الدولي وحرمته لردع المقاومة العربية الإسلامية ومنع تطور قوتها وصمودها وفكرة توحدها في حلف القدس، لأن فكرة وجود مقاومة موحدة، بل فكرة وجود ثائر وطني قومي أممي مقاوم لا يكتفي بحاله، بل يعمل لإطلاق تياره إلا ما وراء الحدود والبحار فإن أمريكا سرعان ما تضع أمامها مثل هذا التحدي، سحق الثائر قبل أن يهدد مصالحها في المنطقة والعالم. أمريكا استخدمت كل الوسائل الحديثة والتقنيات المتطورة لتدمير المقاومة العربية الإسلامية، وبذلت محاولات عديدة لإضعافها وتمزيق وحدتها وتقليص الحضن الشعبي الحامي لها. فشلت كل المحاولات العسكرية التي كانت هي الأداة الرئيسية في الاستراتيجية الأمريكية والتي استخدمتها في تغيير الأنظمة في العالم والتدخل في الصراعات الداخلية وتدمير قدرة الدولة المستهدفة التي تهدد مصالحها.
وبعد مراجعة طويلة لتكاليف الحروب العسكرية وخطورتها على مصالحها ومصالح أداوتها في المنطقة، عملت أمريكا على استخدام الهجمات السياسية الحاقدة خيارات غير عسكرية تعتقد بأنها قادرة على تحقيق الأهداف المطلوبة في ردع المقاومة، وقمع أي ظهور انعتاق من هيمنة المفهوم الأيديولوجي الاستعماري، خيارات أقل كلفة وخطورة، استخدام الحصار والعقوبات بمختلف آلياتها من حظر وإجراءات تضييق على كل المنافذ البحرية والبرية والجوية كما هو حاصل الآن في اليمن من حصار وعقوبات وإغلاق المنافذ وتجويع وإبادة جماعية وسحق أمة بكاملها تلك أكبر مظلمة بالتاريخ الإنساني، سجن أمة وحقوقها على حد سواء، ضمائر مشوهة ومزورة قادرة على تمويه الموت والإبادة وقتل الملايين بجعلها أكثر عدالة، عدالة كهذه لا يمكن أن تسن إلا في ذلك الجزء من العالم الذي يتسم بدرجة عالية من انعدام الأخلاق والضمير الإنساني، سياسة التجويع والإبادة الجماعية واستغلال الثغرات الاقتصادية وورقة الصراعات الداخلية في الدولة المستهدفة وغياب التخطيط بسبب البيروقراطية والفساد الإداري والمالي في أغلب مفاصل الدولة.
أمريكا وأدواتها تهتم الاهتمام الشديد بالتعبئة الاعلامية والهجمات السياسية، ومع كل ذلك لم يستطيعوا استمالة الرأي العام، القاعدة الشعبية لمحور المقاومة، بالرغم من امتلاك كل تلك الوسائل ومقومات التأثير المباشر وغير المباشر، سواء عن طريق الخطاب السياسي أو الإمكانيات المادية أو التأثير الإعلامي المنتشر في الكيانات المنحطة التابعة لها في المنطقة والتي تعمل بشكل مستمر على نشر الأكاذيب والتزوير والخداع بشكل دائم.
لمواجهة تلك الهجمات السياسية والاقتصادية والعقوبات لا بد من اتخاذ إجراءات فاعلة تتمثل في تشكيل حكومة قادرة على إدارة الأزمات وحماية سيادة الدولة واستقلالها وتبني خطط فاعلة للإصلاح ومكافحة الفساد المالي والإداري، خطط ومناهج اقتصادية إنقاذية هدفها حماية القطاعات الحيوية للدولة كالعملة المحلية والمؤسسات المالية وتحسين المستوى المعيشي لاحتواء غضب الناس، لا بد من تفعيل حكومة "الإنقاذ" أو بالأصح تشكيل حكومة إنقاذية حقيقية لا تستهتر بمعيشة الناس وبلقمة عيشهم، حكومة تعمل على توفير الأمن الغذائي والمرتبات بشكل منتظم، هناك مجموعة من القضايا المتصلة بتأمين الجبهة الداخلية واستقرارها تتطلب جهوداً ومعالجة جدية وعدم الاستمرار في النظر إليها بخفة باعتبارها قضايا قابلة للتأجيل، حياة الناس واستقرار معيشتهم لا يمكن أن تؤجل يا حكومة، فهي بحاجة ماسة للإصلاح والإنقاذ.

أترك تعليقاً

التعليقات