إيران حليف استراتيجي
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / #لا_ميديا - 

إن عملية اغتيال أهم شخصية في إيران، وبهذه الطريقة الوحشية والدموية، جاءت لتخدم القضية العربية التحررية من الهيمنة الأمريكية وأدواتها بالمنطقة، ترامب أغبى من أن يتعلم من دروس التاريخ الحديث برغم البحوث والدراسات والتركيز والمعرفة على التطورات التسليحية الإيرانية والإنذارات الموجهة من إيران بأن أي تنفيذ لعملية هجومية ضد إيران سوف يؤدي إلى نشوب مواجهة مفتوحة بين الجانبين. 
إيران لديها من الأوراق التي تمكنها من أن تنفذ بها أعمالاً انتقامية واسعة النطاق ضد أمريكا على المستوى السياسي والعسكري، بالرغم من المسعى الأمريكي للحصول على موقف دولي مؤيد ومشارك لها في جهودها لتحجيم إيران ومحاولة إضعافها اقتصادياً بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية وشل حركتها باعتبارها الداعم الأول لحركات المقاومة ضد الوجود الأمريكي والكيان الإسرائيلي في المنطقة، النهضة الاقتصادية العسكرية لإيران سوف تنهي البلطجة والعبث الأمريكيين في المنطقة.
الثورة الإيرانية ومنذ قيامها دعمت القضية الفلسطينية وبشكل دائم بالمال والسلاح، وتعمل جاهدة على تحريرها من الكيان الإسرائيلي، وتعاملت أيضاً مع محور المقاومة بإيجابية مطلقة، مما صعد لهجة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المتمادية على إيران، رغم ما أبدته إيران من مرونة حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، أمريكا وإسرائيل تعتبران أن أي تطور في العلاقات والتكتلات السياسية والاقتصادية مع إيران، هو تطور سلبي في العلاقات، وأيضاً أي تطوير في القدرات العسكرية لأي بلد عربي أو مسلم على أنه تطور سلبي أيضاً ويجب التصدي له، هناك إمكانية واقعية للتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات وتطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية بين إيران والدول العربية والإسلامية، وقيام تحالفات بين جميع المكونات العربية والإسلامية من منطلق المصلحة الاقتصادية والعسكرية والسياسية الوطنية والقومية، إن منطق التكتلات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتحولات العالمية قد أخرج التكتلات الإقليمية من دوائرها الضيقة، وأعطاها بعداً قارياً وبالتالي عالمياً، وهو ما يفترض إعادة نظر جذرية في مفاهيم وكيفية صياغة التكتلات والتحالفات الإقليمية والدولية مع دخول العالم بوابة انهيار الامبراطورية الدموية والعبثية الأمريكية وفشلها.
الإرهاب الذي يحكم العالم يؤكد فشل أمريكا في قيادتها الأحادية وعدم قدرتها على التحكم وإدارة ملفات العالم، وأيضاً فشل حلفائها في فرض نظامها العالمي ومشروعها في الهيمنة على العالم، مع استمرار قوى المقاومة في تحقيق الانتصارات على حلفاء أمريكا ومشاريعها، وأيضاً العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الدول الكبرى دفعتها للتقارب لحماية مصالحها، مما يضع أمريكا في عنق الزجاجة وعلى المحك، لذلك لا بد من السعي الجاد لبناء جسور الثقة والتفاهم مع إيران انطلاقاً من المصالح التاريخية والسياسية والاقتصادية المشتركة، وعلى أساس مواجهة مشروعات الامبراطورية الأمريكية المتهالكة وهيمنتها، لا بد من قيام تكتل قوي وتحالف سياسي واقتصادي وأمني مع إيران، تحالف سيكون له الأثر الكبير والحاسم للأمن الإقليمي والعالمي، حلفاء إيران أقوى من حلفاء أمريكا في المنطقة، والهجمات على "أرامكو" من مؤشرات قوة محور المقاومة.

أترك تعليقاً

التعليقات