يوم الغدر والعدوان
 

طاهر علوان

لأننا نقف بقناعة تامة وبإصرار، وبلا قيد ولا شرط، في جبهة الصمود ومحور المقاومة والتحدي، ومواجهة المشروع الأمريكي السعودي الإسرائيلي (البترودولار)، ولأننا رفضنا سياسة التبعية لأدوات الاستعمار في المنطقة، وعلى قطيعة تامة مع الذات الإلحاقية، وسياسة الضم القسري، وكل محاولات إذلالنا، وإهانتنا، وتركيعنا، واغتيال كل ما هو نبيل وشريف وجميل، ووضعنا في دائرة التفرد والاحتواء، وأن تملى علينا سياسة وتوجهات مملكة الشر ورغباتها، وطمس ملامحنا الوطنية والانتماء، ولأننا دافعنا عن الوطن الموحد بسيادته على جميع أراضيه ومناطقه وبكل أطيافه ونسيجه الاجتماعي، ولأننا ضد الأقاليم وإسقاط الوحدة اليمنية وتفكيك جغرافية الوطن لتأكيد عوامل التجزئة المفتعلة والمصطنعة، وتمزيق اللحمة الوطنية والتشرذم والانقسام، وإصرارنا على التعامل مع أية جهة مهما بلغت من جبروتها وقوتها بالندية في كل مناحي الحياة، ولأننا أنزلنا الهزيمة بالعدوان الهمجي المتخلف وتحالفات قوى الشر والفساد، عتاولة القتل والإجرام والتدمير والحصار، والتجويع، والإبادة الجماعية، وممارسة أبشع أنواع القهر والتسلط والاستغلال، ولأننا دعمنا وساندنا فك ارتباط قضيتنا وقضايا الأمة العربية وجميع حركات المقاومة الوطنية والصراع العربي الإسرائيلي من بين أنياب الإمبريالية الأمريكية، متضامنين مع كل شعوب العالم ضحية الإرهاب الدولي، وضد النظم التي تشارك فيه أو تغطيه بحجة الحياد المشين أو الغياب الكامل وعدم القدرة على تحديد موقف من كارثة إنسانية لشعب يدمر ويستباح دمه ويقتل أطفاله ويشرد شيوخه، عدوان أمريكي سعودي متوحش يسحق برأسماله الخرافي عظام المعذبين والمعدمين في الأرض، لم يبق حتى نبتة إلا وأحرقها، وانتهك جميع الحقوق الإنسانية بتجاربه واختباراته على نطاق واسع لمجموعة جديدة من الأسلحة الفتاكة وأطنان من القنابل العنقودية والفسفورية المحرمة دولياً تلقى بوحشية على رؤوس العزل، ولأننا أسقطنا الأقنعة عن الوجوه المضللة والحاقدة والمزايدة والمتاجرة بأرواح المستضعفين، وتحدينا أقوى حصون معاقل الرجعية العربية وأشرسها مملكة الشر السعودية، ورفضنا الحلول الاستسلامية وسلطة الهيمنة الأبوية بكل أنواعها المشائخية الإقطاعية، وفتح الآفاق والإمكانيات لتعزيز جسور الثقة بين عموم القوى الوطنية، وإصلاح أوضاعنا الداخلية، وتحطيم العزلة المفروضة علينا، ومواجهة الواقع وحقائقه مهما كانت مرة وقاسية، والإمساك بالحلم والأمل، والتسلح بروح الصمود والتصدي، ولأننا رفضنا انتهاج سياسة الفوضى الخلاقة وإحياء مشاعر التعصب المذهبي والطائفي والقومي وتشجيع الحركات الانفصالية لخلق دول كرتونية وكيانات صغيرة مشوهة، مصابة بالكساح الاقتصادي والشلل السياسي، وأنظمة فاسدة مهمتها وتخصصها قمع حركات  التحرر والقوى الوطنية المقاومة للهيمنة والاستعباد، تلك الأنظمة ملحقة بقوى الاستكبار دون سيادة أو كرامة، تتحكم فيها مؤسسات وشركات اقتصادية متعددة الجنسيات، تتجاهل المصالح الوطنية، مستخدمة هيمنتها الاقتصادية والسياسية والقوة العسكرية، ومؤسساتها المالية الاحتكارية، ومجلس الأمن، والهيئات الحقوقية، ووسائل الإعلام، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
حقبة الظلم والظلام، وعصر الهيمنة والعبودية لن تعود بفضل إصرارنا الذي لا يقهر على المضي أبعد مما يتصورون؛ تحرير الأراضي المقدسة من عفونة وبلطجة أسرة البغي والضلال والعدوان، ولن نغفر للجلادين، وسماسرة الدم، لن نرحم الكلاب المسعورة التي مزقت أجسادنا وسممت حياتنا، وأحالت أراضينا ومدننا إلى حرائق وموت دائم.   

أترك تعليقاً

التعليقات