ردنا في العمق
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -

يوماً بعد يوم تشتد الهجمات القوية والمنظمة، والدقيقة، والموجعة على مواقع العدو السعودي العسكرية منها والاقتصادية، على مراكز حساسة ومؤثرة في اقتصاد الدول الظالمة والطاغية في العالم، أصداء عالمية واسعة للعملية النوعية الهجومية لقواتنا بواسطة 10 طائرات من سلاح الجو المسير، والتي استهدفت منشأتي بقيق وخريص النفطيين في عمق أراضي السعودية وقلبها النابض بالعدوان، عمليات نوعية حاسمة جعلت زمام المبادرة بأيدينا واتخاذ قرار توسيع دائرة الاستهدافات الاستراتيجية الحساسة والهامة، وزعزعت استقرار النظام الدموي السعودي، وأسقطت محور الحرب والعدوان الذي صار يسعى إلى إعادة وتنظيم الصفوف وتسويتها وراء الإمام الأمريكي الذي لم يعد ضمانة لحماية تلك الأنظمة الكرتونية وشرايينها الاقتصادية، بعد أن أصبحت صواريخنا وطائراتنا المسيرة قادرة على الوصول إلى أهدافها وإصابتها بالدقة المتناهية حتى في تلك المناطق التي يفترض أن تكون أكثر المناطق أمناً لأهميتها الاستراتيجية. 
مرحلة حاسمة ومصيرية ونهائية تتجاوز قدرات السعودية على الرد والمواجهة، بعد إفشال كل المخططات والأهداف العسكرية للعدوان، المدعومة بتقنيات وأسلحة أمريكية متطورة أثبتت فشلها أمام القدرات والتقنيات الحديثة والإبداعات اليمنية المتطورة، وسقوط كل الرهانات بتطور الأفق في العمليات النوعية ضد العدو واستهداف العمق الاستراتيجي السعودي.
إن قصف منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو يؤدي لتوقف تصدير النفط المصدر الرئيسي والوحيد لاقتصاد مملكة الشر السعودية، والمصدر الرئيسي أيضاً لتمويل ودعم العدوان واستمراره، عملية "توازن الردع الثانية" فرضت قواعد اشتباك جديدة باعتبارها الهجوم الأضخم منذ بداية العدوان، مما تسبب في زعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي، وكسر هيبتها، وجعلها أضحوكة أمام العالم بنظامها الدموي والذي يحمل بين جنبيه من الحقد والكراهية ما يكفي لقتل وسفك دماء الإنسانية جمعاء دون أن يطرف جفن، وقد أثبتت ذلك من خلال المجازر البشعة التي ارتكبت في اليمن من قتل الأطفال، والنساء، والمدنيين العزل، وشعورهم بالسعادة والفرح وهم يعلنون مسؤوليتهم عن تلك المجازر الدموية ويعتبرونها إنجازاً.
نحن أمام مرحلة حاسمة ومصيرية، وكسر كل الخطوط الحمراء والشرعية الزائفة، والغبية، والمنحطة، والتي يتخذها العدوان ذريعة لعدوانه، نحن أمام رسم معادلات جديدة وردود مناسبة فيها من الشجاعة، والحكمة، والمسؤولية، ومتناسقة مع أخلاقياتنا وقيمنا، لم نقتل مدنياً واحداً طوال هجماتنا، ملتزمين بالدقة، والمنهجية في إسقاط المشروع الأمريكي الإمبريالي والهيمنة على المنطقة، إسقاط النظام السعودي المطعم بالوحشية والقيم الأمريكية، إسقاط الاختراقات وترسيخ نهج التعامل الإمبريالي الأمريكي، فلم يعد النضال ضد الكيان الصهيوني فقط الأداة الرئيسية في المشروع الإمبريالي، هناك كيانات على شاكلة متعددة السعودية، ومشيخات الخليج، بل إن هناك أيضاً أحزاباً تدعي التقدمية، وأحزاباً تدعي الإسلام، ودولاً تدعي أنها محايدة ومسالمة وتحترم حقوق الإنسان، كانت تصعر خدها حينما نُقتل، ونُقصف، وتُدمر بيوتنا، ومؤسستنا، ويُقتل أطفالنا، ونساؤنا، واليوم تستنكر تلك الدول والأحزاب بشدة ضرب منشآت نفطية أسهمت في العدوان ودعمته ومولته.
لا شك لدينا أن هذه المعادلات، وتوازنات الردع، والترتيبات التي اتخذت عناوين "الطائرات المسيرة"، و"الصواريخ الباليستية"، هي الخطة والطريق الموصل إلى النصر الساحق والحاسم على أعداء الإنسانية أصحاب الأنفاق المظلمة، والمعادلات والتحالفات العقيمة، التي أجبرتهم على البقاء تحت الأرض، ولأنهم عاجزون عن شطبها، عاجزون عن تبرير استمرارها، وعاجزون أيضاً عن مواجهة محور المقاومة والمد الثوري رغم السوط الأمريكي الذي يلهب ظهورهم بشكل دائم.

أترك تعليقاً

التعليقات