السلام المضمد بالعدوان
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

يحتاج المرء إلى قدر كبير من السذاجة ليصدق أن (الدب الداشر) محمد بن سلمان رجل سلام حسب وصف المبعوث الأممي غريفينت المتواطئ مع العدوان، وأن مملكة الشر السعودية استجابت لنداء أمين عام الأمم المتحدة بوقف عملياتها العسكرية وأساليبها الهمجية المتعددة، وأنها بتلك المبادرات المضمدة بالعدوان والتي لا تستطيع أن تمضي أبعد من غرفة العناية الفائقة، أو أنها بتلك المبادرات سوف تخرج من عتمة الليل لتبحث عن دور لها في ضوء النهار. 
ومع كل مبادرة سلام تصعد "الشقيقة الكبرى" من عدوانها العسكري، ويتحمل الشعب اليمني المزيد من القصف والجرائم والإبادة الجماعية، وتعطيل عجلة الحياة، وأثماناً باهظة يصعب حصرها. وبالرغم من كل ذلك لم تستطع "الشقيقة الكبرى" أن تحقق أهدافها ومخططاتها الجهنمية وسياستها الفاشلة في إدارة الأزمات، ومنذ ولادتها وهي دائمة البحث عن حروب لتصرف انتباه مواطنيها عن ظلمها وحكمها الجائر وعجزها عن القيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الداخل، لذلك لا بد من أن تخلق العدو الخارجي لتضمن سلطتها وتؤدي دورها ووظيفتها كأداة للاستعمار والاحتكارات الأجنبية وتوطيد المشروع الأمريكي في المنطقة الحامي والمدافع عن نظامها، والبلطجة على حقوق الآخرين واحتكار مستحقاتهم وثرواتهم واحتلال أراضيهم وكبح حريتهم.
العدوان على اليمن ضمن تلك الاستراتيجيات الجهنمية لتضليل الشعوب وخداعها عبر حروب وأزمات عبثية. لن تخدعنا "الشقيقة الكبرى" بمبادراتها الساذجة، ولن تكبح صمودنا ومقاومتنا. لن يخدعونا أولئك القتلة الذين اطمأنوا على بطونهم المنتفخة وعقولهم المفلسة والمشوهة وضمائرهم الميتة، وتسكعاتهم المملة في ملاهي العالم. لن يخدعونا أولئك الذين لم يستوعبوا حتى الآن تقدمنا وانتصاراتنا في كل الجبهات خلال الـ5 السنوات الماضية، ولم يستوعبوا أيضاً منطق التاريخ بأن العدوان يولد المقاومة، والسيطرة تؤدي إلى الممانعة. لقد فشلت جميع الامبراطوريات الاستعمارية والعدوانية. فشلت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، فشل نابليون وهتلر، وتفشل الآن أمريكا وأدواتها في المنطقة بعدوانها الكوني على الشعب اليمني المحاصر من جميع الجهات. فشلت "إسرائيل" النووية أمام أطفال الحجارة وانتصرت سواعد المقاومة على الترسانة النووية، فدائماً ما ينتصر الدم على السيف. 
نحن أصحاب الحق المظلومون، من يطالبون بالسلام العادل والحقيقي من خلال رؤيتنا الوطنية، الرؤية التي تحافظ على حقوقنا وسيادتنا وضمان مستقبلنا ومصيرنا ومن منطلق مشروعنا الثوري وبرامجنا وتصورتنا، وليس من منطلق مبادرات وهمية كاذبة يضعها العدو لكي يضمن شراكتنا في القتل والعدوان. تصوراتنا تتمحور حول نقطة مركزية: وقف العدوان وفك الحصار وأن تحل عن سمائنا "الشقيقة الكبرى" وتذهب إلى الجحيم، ولا يجوز لمملكة متخلفة إرهابية تدعم المرتزقة وتفتقر افتقاراً مشيناً إلى الشرعية والصفة الاستقلالية أن تتحكم بمصيرنا.
 تحاول مملكة الشر السعودية بمبادرتها الخبيثة والمظللة، وعلى الطريقة الأمريكية، تقديم نفسها على أنها "راعية سلام" وأنها "الشقيقة الكبرى" التي لا تكف عن استنبات الزهور في أراضينا الطيبة وتبادر بالنوايا الحسنة وتعرض السلام دائماً وهي مصدر الخير، بينما الحقيقة هي أنها مصدر الشر أينما حلت بسياستها الحاقدة. 
مملكة الشر مصابة بالخيبة والرعونة السياسية العدوانية والفساد، ولم تتقن إلا مسألة واحدة، وهي استبدال الأسماء وتبادل الأدوار.  

أترك تعليقاً

التعليقات