إسرائيل العدوان الدائم
 

طاهر علوان

إسرائيل مشروع حروب دائمة في المنطقة، والوجود الإسرائيلي في الأراضي العربية عدوان بذاته يحمل في طياته تجدد الحروب بصفة دائمة طالما هناك إرادة عربية قوية ومنظمة رافضة للوجود الإسرائيلي ومحور مقاوم متمكن سياسياً وعسكرياً ويحقق الانتصارات بشكل يومي.
النزاع العربي- الإسرائيلي ليس نزاعاً دينياً ولا عنصرياً ولا إقليمياً، ولكنه صراع بين الاستعمار الامبريالي العالمي بزعامة أمريكا العدو الأول للبشرية والحضارة، وبين حركة التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي في المنطقة العربية، وتعتبر إسرائيل قاعدة لحماية الاحتكارات الامبريالية العالمية، والوكيل العام للمصالح الاستعمارية وأداة هامة للإمبريالية الأمريكية لتثبيت دعائم المشروع الأمريكي في المنطقة، وإسقاط الأنظمة التقدمية الوطنية ومحور المقاومة في الوطن العربي، وفرض الوجود الإسرائيلي بالقوة العسكرية والتفوق الاقتصادي، ليس داخل فلسطين وحدها، ولكن على مستوى الشرق العربي بأكمله، بحيث يسلم العرب بالتفوق الإسرائيلي، ويستسلمون له بالتطبيع، والسعودية ودول الخليج خير دليل، وبذلك تفرض الصهيونية ما تريد من حدود وبسط السيطرة الاقتصادية لصالح المشروع الأمريكي في المنطقة.
إسرائيل المدللة ربيبة أمريكا والغرب، والتي تعودت الانتصارات الدائمة بأي ثمن وبأية وسيلة، المهم أن يكون الانتصار غايتها، وأن تجعل من إسرائيل الدولة القوية القادرة وفوق الجميع، تماماً كما كان (هتلر) يضع ألمانيا فوق الجميع، لم يخضع إسرائيل ويذلها إلا المقاومة اللبنانية (حزب الله) في الحرب الأخيرة عام 2006، حيث أسدل الستار وبشكل نهائي عن امبراطورية الانتصارات إسرائيل. إسرائيل تعيش أقصى درجات الإحباطات، لقد هزمتها من الأعماق الانتصارات المذهلة والمتتالية لمحور المقاومة في الوطن العربي، وجعلتها تعيد النظر إلى ما حولها من قوة جبارة للمقاومة وانتصاراتها المستمرة التي شلت قدراتها.
كان على إسرائيل أن تراقب فقط بعينين هزيلتين تلك القوة الجبارة للمقاومة، والاستعدادات والتأهيل المستمر، كان عليها أن ترى جيداً حتى لا يفوتها شيء من المشهد القريب لسقوطها وانهيارها وفشل كل محاولاتها لعرقلة وتدمير محور المقاومة، وإجهاضها بمخططاتها الشيطانية، وتوظيف مواهبها الجهنمية وإبراز مهارتها الدموية التي مارستها طويلاً ضد العرب العزل، والتي تخطت كل الحواجز الإنسانية بشن الاعتداءات المتواصلة والقتل والدمار وعشرات المذابح في صبرا وشاتيلا ودير ياسين التي أطلق بعدها بيغين شعاره النازي (أنا أقتل إذن أنا موجود). نشوة الخلاص من العنصر الإنساني ومحوه من الوجود.
المقاومة خلقت معادلة جديدة، وجواً مفعماً ومليئاً بروح التحدي والصمود ووحدة الموقف والمواجهة في اليمن وسوريا والعرق ولبنان، وأثبتت من خلال المعارك والانتصارات أن زمن امتلاك إسرائيل القوة والتحكم بمصير الأمة العربية قد ولى وانتهى، ومفهوم إسرائيل التي لا تقهر قد اهتز وتزعزع، وأصبح العالم العربي يتحرك في الاتجاه المعاكس لرغبات وطموحات إسرائيل، وخرافة (أرض الميعاد إسرائيل الكبرى) تحولت إلى خيبات أمل، بل أصبح وجود إسرائيل كدولة استعمارية ونظام دموي عنصري لا إنساني مهدداً بالزوال، لم يعد زمام المبادرة والقوة بيد إسرائيل، لقد تبددت أحلامها التوسعية بتكامل قوة ووحدة المقاومة في إطار الأهداف المشتركة، وبرؤية نافذة وطاقة مشحونة بالتجانس الإرادي لوحدة الموقف، يضاف إلى حساب القوة العربية الرادعة بعد نضالي وقوة جبارة لمواجهة العدو المركزي؛ إسرائيل.

أترك تعليقاً

التعليقات