معارك الوجع الكبير
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
بعد 6 سنوات من العدوان والحصار والتجويع، والصراع بين إرادتين وتصادم فعلين ومشروعين، مشروع يهدف إلى الإلغاء والتبديد والسيطرة والاستغلال والعبودية، ومشروع يسعى إلى تكريس الوجود والسيادة والسلام ومواجهة الحملات العدائية الاستعمارية وممانعة حضارية ضد الذوبان في بحر الظلمات ومخاطر المشروع الأمريكي والمتأمركين، مشروع يمتد تاريخياً في مواجهة الحملات العدائية والغزو الخارجي والتبديد والهيمنة والإلغاء...
بعد 6 سنوات من الصراع نشهد الآن الجولة الحاسمة والأخيرة، بعد أن تغيرت آليات المواجهة مع العدو، وباتت أكثر قدرة واتساعاً، وأطاحت بأوهام التفوق العسكري وهشمت الهيبة السعودية ومن يملك السلاح والإمكانيات والتباهي بالقوة العسكرية والتقنيات الحديثة والقدرة على المبادرة والحسم خلال أسابيع. تغير الواقع العسكري والسياسي وبرزت معطيات أخرى جديدة وثبتت معادلات وآليات أخرى مختلفة، وحققت إنجازات واضحة وانتصارات رائعة حاصرت تحالف الشر والعدوان وفرضت خطوطاً حمراء لا تستطيع مملكة الشر تجاوزها.
نشهد الآن الجولة الأخيرة والحاسمة بتصادم طرفيها المعتدي والمدافع عن حقه ووجوده، ولكن بأدوات جديدة وبوعي حاد بحقائق الصراع من الطرف المدافع، وعي يظهر بشكل يومي من خلال الإعداد والتجهيزات القتالية وتطورها والهجمات المكثفة لتدشين المرحلة الأخيرة والحاسمة، وبداية معركة الوجع الكبير بشعارها وهدفها الاستراتيجي: إسقاط النظام الباغي السعودي والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الواسع للعمق السعودي. تحول نوعي في الأهداف وحجر أساس سوف يحدث تغيرات في المنطقة والعالم وإنهاء المآسي الإنسانية وعبث النظام الدموي العدواني الهمجي والشرس.
معركة الوجع الكبير مرحلة أساسية تمهد الطريق إلى القصور الملكية وإلى العرش السعودي مباشرة. رسائل قوية يدركها ويعرفها ويصدقها السعوديون من خلال التجربة والخبرة والوقائع الموثقة بالأفلام والصور الواضحة المأخوذة من قلب المعارك وميادين الصراع، والصورة لا تكذب.
معركة الوجع الكبير والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم تؤكد أن الجيش واللجان الشعبية والدفاع الجوي في تطور ويمتلكون قدرات عسكرية وعلمية وإرادات ومعنويات وإيماناً راسخاً بالتحرر والسيادة والحياة الكريمة، ما يجعلهم يخوضون المعارك بقوة وإرادة وثبات حتى إسقاط أعتى نظام ظالم رجعي متعفن وما يحمله من المفاهيم والعقائد الإرهابية المتخلفة والتي يستند إليها في سياساته وعلاقاته وتوسعاته ونتيجة لتلك السياسات الهوجاء والهدامة.
وجد الكيان السعودي نفسه منكسراً ومهزوماً بعد 6 سنوات من العدوان والحصار والصبر الاستراتيجي طويل النفس، ينتقل رجال الرجال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الواسع والاكتساح المكثف ومعارك الوجع الكبير ليتقدموا في العمق الاستراتيجي السعودي قوات تقتحم الصعاب والظروف القاسية وتحقق الإنجازات والانتصارات أمام الجيش السعودي بتقنياته المتطورة ومرتزقته العاجزة والمنكسرة الفاقدة لشرعية القتال وبدون معنويات لاذوا بالفرار الجماعي من أول طلقة، جيش مرتزق لكيان باغٍ يتراجع دفعة واحدة عن مفاهيمه وتصاب عقليته وفعله وقراراته ومشروعه بالشلل التام. هجمات مكثفة لم تترك للجيش السعودي ومرتزقته هامشا للمناورة وانتزعت عنصر المبادرة بضرباتها الساحقة.
هجمات مكثفة وتحدٍّ جدي ووجع حقيقي يهدد عمق الكيان السعودي ويسقط كل الرهانات والأحلام والأوهام، ويؤكد تواصل النصر حتى إسقاط النظام السعودي الظالم.

أترك تعليقاً

التعليقات