الفضائيات العربية المأجورة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي  / لا ميديا -

فضائيات العدوان الظالم والشر المليئة حتى النخاع بالمؤامرات والترويج للحروب الأهلية وتأجيج الفتن والشائعات وإشعال الحرائق بين الشعب اليمني الواحد وتدجين الرأي العام وتشتيته، والتي تتعامل مع القضايا المصيرية بوصفها وسيلة من وسائل اللعب بالتعبئة، حيث عبأت ودعت دول العالم إلى حصر مجهوده، وسلاحه، واقتصاده، وماله، وحقده الدفين مرة واحدة ودفعة واحدة كي لا تستجمع الثورة اليمنية أنفاسها ولكي لا تدع لأفكارها فرصة الانتشار، واتهمتها بالتمرد والتوحش والخروج عن القانون الدولي والعبث بأمن المنطقة، لأنها أرادت أن تستعيد حقوقها المشروعة في الاستقلال السياسي والقرار السيادي والأرض، والاقتصاد، والحرية، والعقيدة لا أكثر ولا أقل.
تعد تلك الفضائيات المأجورة معياراً لمدى الانحطاط الإعلامي والأخلاقي والإنساني، لم تهمل حدثاً في العالم إلا ونسبت شروره للنظام الثوري في صنعاء، وما أكثر الصور الكاذبة والمفتعلة، وغالباً ما تتعمد عدساتها الخبيثة تزوير الواقع لكي يبدو بصورة كئيبة ومظلمة في آن معاً، ولم يكن عندهم ثمة فارق في مستوى الوسائل مادامت الغاية هي هي، إزاحة فكرة الثورة من التداول أولاً ومن الوجود ثانياً وثالثاً، حيث تضخ عناوين مثل مليشيات، فوضى، فساد، تسيب، عبثية، واغتصاب حقوق الآخرين، وجر الناس مقيدين مكبلين ومأخوذين إلى مصائر غير مصارهم، وإلى مستقبل غير مستقبلهم، وإلى تاريخ غير تاريخهم، وتتوهم تلك الفضائيات البشعة أن مشروعها وآمالها الدنيئة ورسالتها الإعلامية العريضة قد تحققت وغدت جزءاً عضوياً في التعبئة، واستثمار الخيانة الإعلامية المهنية لصالح خيانات يرتكبها عشاق الظلام والذئاب الجائعة والمتعطشة للدماء، وتظل تسقط حقدها وضغينتها وثأرها على الآخر الذي تستهدفه باندفاع حاد، وبما يشبه العمى، دون رادع إنساني أو حتى مهني، وتشهير لا حدود لشراسته اللاأخلاقية، وباستمرار تعمل على تغطية عملائها في تزييف الحقائق والترويج لثقافة البعد الواحد وخطاب سياسي رجعي متخلف وواقع حقير يمتص حياتنا حتى النخاع، واقع لا ترضى به أتعس الشعوب وأكثرها انصياعاً للطاعة العمياء، خطاب يضاعف قوة الدوافع نحو ذات الأيديولوجية حيث الانكماش يزداد شيئاً فشيئاً يقود العمل المصيري مبرماً اتفاقيته الخسيسة والخبيثة مع الرعب والاحتلال والإرهاب والتطبيع سعياً وراء الإنهاك الأخير لمحور المقاومة.
يروجون لمسخ رخو يعبر بجلاء عن نوايا أمريكا وفكرتها عن إخضاعنا وإذلالنا، يروجون لواقع الانحطاط والظلام، لواقع لم يكن يوجد لبلاهته وسخريته أي مثيل. فضائيات تخفق من تحتها وفوقها الراية المرصعة بالنجوم، ولم تكتف بالهجوم والعدوان والتعبئة ضد اليمن، وإنما هي تسير حثيثاً نحو محور المقاومة، نحو الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج، إنها معالم رئيسية للاستعمار الصهيوني الجديد.
فضائيات باتت الراية "الإسرائيلية" سداسية الشكل ترفرف في كنفها، وفي ذروة انتصارات الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني تسابقت تلك الفضائيات المأجورة نحو من تسميهم خبراء الاستراتيجية العربية، تبحث عندهم عن التحليل والتعليل والتفسير عن تلك الظاهرة المعجزة، ومن السهل عليك أن تكون خبيراً استراتيجياً في تلك الفضائيات المأجورة، وتتحول إلى ضيف على الهواء تلمع وراءك شوارع المدينة وتتلألأ صورتك فوق الأنوار التي تنعكس على صفحة الماء من خلفك سواء كانت ضفة نهار، أم شاطئ بحر، أم حتى تلك المجاري والبلاليع الطافحة طوال العام في جدة في بلد يعتبر من أغنى دول العالم نتيجة تصدير البترول فقط عجبي!

أترك تعليقاً

التعليقات