سقوط الأسطورة «الإسرائيلية»
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
عشرة أيام هزت "إسرائيل" وكسرت معادلة التفوق العسكري وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، بعد أن توحدت أغلب الفصائل الفلسطينية وانطلقت صواريخها لتضيء ساطعة وتحرق نيرانها قلب العدو ومصانعه ومواقعه الاستراتيجية وأغلب المدن المحتلة، وتنسف كل المعادلات السياسية والعسكرية وتصحح قواعد الاشتباك بصواريخ من أبطال انطفأت أرواحهم لتعيش أهدافنا ولتؤسس لزمن القوة والكرامة والعلم والمعرفة والحرية وتسقط زمن الردة والانحطاط والتخلف.
انتصرت المقاومة الفلسطينية الموحدة وانتصر الشعب الفلسطيني ومعه كل الشرفاء في العالم، بعد انتظار طويل لهذه اللحظة التاريخية المفصلية الهامة، ولذلك الصمود الرائع والمشرف.
انتصرت المقاومة الفلسطينية الموحدة والشجاعة على العدو الصهيوني وعلى تطاول بغاة الأرض من المطبعين الجدد وأجهزة مخابراتهم التي يديرها مستشارون صهاينة، وها هي صواريخ المقاومة الموحدة تقلب الطاولة على الجميع وتعيد القضية الفلسطينية العادلة إلى الواجهة مجدداً وتعري "إسرائيل" وتكشف زيف قببها المثقوبة وتهزم جيشها التدميري المتوحش وفي الجولة الأولى، والجولات القادمة أعظم.
انتصرت المقاومة الفلسطينية بعد كل تلك المآسي والمذابح والنكبات والقصف التدميري الوحشي للأبراج السكنية، وبالضريبة التي سارت بها فلسطين دائماً، وبتلك المناظر المثيرة للحزن والكآبة والأكثر قسوة، وأشد مرارة، وأفظع المآسي ثقلاً، وأبشعها شكلاً، وأكملها مؤامرة.
فلسطين تدفع من لحمها ودمها وشبابها أثمانا باهظة لدرء مصير مشؤوم لا ينتظرها وحدها، بل ينتظرنا جميعاً، تدفع من روحها وقلبها وعواطفها، كي ننعم نحن بترف الحياة، ولكي لا نعيش بالوحل والخضوع وتهديدات الاحتلال. فلسطين تعيش بين مطرقة الاحتلال الصهيوني والتآمر الأطلسي الأمريكي الخارجي، وسندان ظلم ذوي القربى من سدنة الدويلات الكرتونية "العروبية" وأولياء الأمور وتلك الحالة التي يبتلع فيها السكين على الحدين. يا للكارثة المطبقة على رقاب العباد، وعلى تراب الوطن، لم تحل ولن تزول دون تصفية الحسابات مع كل ذلك الركام المتعفن من المنوعات والتشكيلات الأيديولوجية السياسية السائدة، وتلك التحولات الفظيعة من الفكر التقدمي الثوري إلى الفكر الانبطاحي التبريري الاستسلامي الرائج هذه الأيام!
على تلك الانظمة العربية "المجيدة" والتي اتسمت بالذل والمهانة ومؤامرات تفكيك الدول التحررية والتقدمية ونشر الفوضى الدموية فيها، عليها أن تفكر بطريقة جادة إذا كانت تريد لنفسها الاستمرارية ومسك الختام بمسألة الأمن القومي الذي يستطيع لوحده أن يهيئ الأرضية الداعمة والمساندة والملتحمة بالمقاومة وبانتفاضات أبنائنا في فلسطين المحتلة.
على الأنظمة العربية التقدمية ومحاور المقاومة العربية الإسلامية القيام بدورها التاريخي الذي يستدعيه موضوع صراع الوجود وليس صراع الحدود، وخصوصاً أن الممارسات البربرية الفظيعة التي يمارسها قطيع الصهاينة في فلسطين تؤكد بما لا يدع المجال لأي شك أن الحوار مع الآخر لا يمكن أن يستوي مع أيديولوجية صهيونية تمثل أصفق وأبشع شكل من الأشكال البربرية عرفها التاريخ.
ما يدعونا للتفاؤل أن حركة الصعود وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي بدأت لن تعود إلى الوراء، هو إيماننا بأن المقاومة والانتفاضات الشعبية الفلسطينية، التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، تملك حكماً مقومات الاستمرار الذاتية من حيث قابليتها للتطور النوعي على غرار الصمود والمقاومة اليمنية والتطور الذاتي للأسلحة الرادعة، فليس للفلسطيني ما يخشاه أكثر من تقديم الروح التي يتزاحم لتقديمها، والمحتل هو الذي بدأ يفقد صوابه من "تطاول" هذا الفلسطيني، ووسع قصفه للأبراج السكنية واستهدافه للمدنيين والأطفال والنساء والعجزة.
صور التحدي والصمود وأفراح الانتصارات في غزة، ومشاهد الانكسارات والذل والهزيمة في "تل أبيب".

أترك تعليقاً

التعليقات