فلسطين أولاً وثانياً... وأخيراً!
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
لا نستطيع أن نضع رؤوسنا في الرمال كالنعام ونتجاهل فظاعة ومرارة ما يحدث في فلسطين من سفك للدماء ومناظر القتلى والجرحى واعتقالات وحصار وبيوت مهدمة ومشردين وإصابات موجعة لشباب وشابات في عمر الزهور...
أحداث دامية ومناظر موجعة ستظل ماثلة أمام أعين الجميع تثير الأسى والألم ووخز الضمير. تلك الأحداث الدامية والمناظر البشعة والدمار والسحق القاتل لكل نبضات الحياة لا يتحملها إنسان، وخاصة الإنسان الفلسطيني المحاط بالقمع والإرهاب والقهر الداخلي والظلم والنزيف اليومي الدموي الذي لا ينقطع، نزيف ينهك الروح ويدميها. احتلال بشع ودموي وأنظمة عربية متواطئة بسياساتها وترديدها الدائم أن ما أصاب فلسطين وأصابنا قدر لا فكاك منه.
فقد كشفت الأحداث والتعامل والتطبيع مع العدو أن المسؤولية تتحملها تلك الأنظمة، يتحملها البشر لا القدر، أنظمة تعيش حالة التشرذم والانقسام والفرقة والتعامل مع صغائر الأمور وهوامش الحياة والجدل العقيم والتكفير والإرهاب والتطاحن والصراعات التي يستفيد منها العدو التاريخي. أنظمة مازالت أسيرة تراث وركام من الثقافة المتخلفة والشقاق ومفاهيم مغلوطة وحالات من الإحباط واليأس لا تتحملها طاقة الوطن والإنسان المحاط بالاستبداد والقهر الداخلي والظلم والأزمات التي خلقت بدورها حالات من التخلف والعصبيات والتطرف والحروب.
أنظمة فاسدة بهوسها الإعلامي وحروبها النفسية، وألسنة جاهزة حادة كالنصال، وأقلام مشرعة دامية كالسهام، وعبارات قاسية سوداء سواد الليل الحالك، تبتعد عن الأسباب والمسببات والنتائج وتبيع الجميع كلاماً وشوشرة وأكاذيب، تركت القضايا الجوهرية التي تتعلق بكل ما يجعلنا نعيش حياة أفضل وفي أوطان كاملة السيادة والاستقلال، وأدخلتنا في صراعات وحروب وجدالات مذهبية عقيمة، وخلق مجتمعات عصبية متخلفة وثروات ضائعة يستفيد منها العدو.
تبعية الأنظمة الفاسدة وصغائر الأمور وهوامش الحياة والعصبيات المذهبية وركام التخلف والجدل العقيم والانقسامات والفرقة والشتات واختلاق الحروب والأزمات والتشفي والعناد والهوس الإعلامي، كل تلك الوسائل والأساليب والسياسات الاستعمارية يجب ألا تغيب وعينا وتكسر سلم أولوياتنا.
يجب الاستماع إلى صوت العقل والحق، والابتعاد عن مواقع الصراعات الهامشية والنزيف الذي ينهك الجسد العربي والإسلامي ويدميه، فبذرة الاحتلال والدم والاغتصاب والإرهاب زرعت في فلسطين وامتدت فيما حولها، ويقظتنا هي أن نضع الأولويات في مكانها الطبيعي، ففلسطين أولاً وثانياً وأخيراً.

أترك تعليقاً

التعليقات