بداية ونهاية العدوان
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
التحالف الكوني بقيادة مملكة الشر السعودية بدأ العدوان في 26 مارس 2015، ولكنه لن يستطيع إنهاءه كما يشاء. بدأ العدوان بصلف وغرور وغطرسة واعتقاد راسخ بأن العدوان على اليمن مجرد نزهة قصيرة، عدة أسابيع وينتهي الأمر وبدون أي خسائر تذكر! ولم يكن بالحسبان إطلاقاً أن العدوان على اليمن، لا بالتقديرات الأمريكية ولا بالتوقعات السعودية، سيكون نقطة الانقلاب التاريخية الأهم التي ستمضي بمملكة الشر نحو القبر والمنعطف التاريخي الذي سيغير ملامح المنطقة.
إن الرد المنطقي على مرحلة طويلة من الاستهانة ومحاولة فرض الاستسلام وجعل اليمن مزرعة خلفية للمشروع الأمريكي والوصاية السعودية دون منازع، هو عملية توازن الردع الأخيرة (السادسة)، التي حملت رسائل قوية إلى أمريكا والسعودية. هجوم يأتي قبل أيام معدودة من مرور الذكرى السادسة للعدوان ودخول العام السابع دون أن يحقق العدوان أي هدف من أهدافه. ويأتي هذا الهجوم الضخم التصاعدي بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية المجنحة على قلب صناعة السعودية ورأسها (رأس تنورة) رداً على قصف العدوان المستمر والتدمير والاستهداف الممنهج لكافة مناحي الحياة في بلادنا. ويأتي الرد أيضاً بشكل ممنهج وتصاعدي وفاعلية أكبر في ضرب المواقع العسكرية للعدوان بالمناطق الحدودية والتوسع تدريجياً نحو العمق وصولاً إلى الرياض. هناك خطة محكمة لاستهداف صناعة النفط السعودية (موانئ صادراتها) وهز الثقة العالمية بها وبالاقتصاد السعودي المعتمد عليها كلياً، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية بها.
رأس تنورة أهم وأخطر منطقة في رأس العدو، ويحتضن أحد أكبر مصافي النفط في العالم وأكبر رصيف لتصدير النفط وميناءين ومعملاً للغاز وأكبر محطة كهرباء بخارية. 5 أهداف استراتيجية هامة وحساسة اقتصادياً واستراتيجياً. ضربة معلم وتركيع للعدو وإخلال توازنه بعملية واحدة وفي توقيت حاسم، تطور استراتيجي نوعي يحمل الكثير من الرسائل سترغم العدو على قراءتها جيداً، حيث حذرت السفارة الأمريكية رعاياها في المنطقة الشرقية، الظهران والدمام بشكل خاص، باتخاذ كل إجراءات الحذر، فهناك حوالى 6000 مواطن أمريكي يتواجدون في المدينتين، المقر الرئيسي لشركة (أرامكو) العملاقة.
إن سلاح الإرادة يظل أقوى أسلحتنا في معركة مواجهة طويلة وقاسية ومفتوحة مع العدو. وقد أثبتنا للعالم أجمع أن إرادة الشعب اليمني أقوى من أن تطوع بالعدوان والحصار والتهديدات. ونحن نملك قدرة الصمود والقدرة على إيلام العدو وإيقاع خسائر فادحة به في حرب طويلة لا يستطيع العدو تحملها وستكون عنواناً لانفجار شعبي شامل داخل مملكته ونهاية كيانه. ليس في الأمر مبالغات لفظية أو حماسية أن ميزان القوة مختل بالكامل لصالح الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والمسيرات، إضافة إلى قوة الإرادة والتصميم في مواجهة الغطرسة والباطل والدفاع عن قضية عادلة والثبات على المبدأ في المعركة والاستعداد للتضحية.
إن الحروب لا تحسم فقط بكمية ونوعية السلاح، بل إن الحسابات الاستراتيجية لتوازن القوى لا بد أن تأخذ باعتبارها كل مدخلات القوة والضعف لدى الطرفين. ولحسن حظنا أن العدو لا يستفيد من تجاربه وإخفاقاته، ويواصل الاعتقاد بأن كل ما يحتاجه هو مزيد من الأسلحة والتكنولوجيا الأمريكية المتطورة ليلتهم الشعب اليمني في وجبة سريعة، لكن ليس خافياً على أحد انتصاراتنا المتلاحقة، ورحلة الانحدار المتواصلة للعدوان، وأن المنطقة بالكامل باتت على عتبة مرحلة مختلفة تماماً.

أترك تعليقاً

التعليقات