لسنا أدوات وإنما شركاء
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -

العدوان الكوني على اليمن يستهدف بالدرجة الأولى السيادة الوطنية اليمنية بشكل عام، ويمهد لعودة الوصاية السعودية، وحكم الإقطاع والفساد عبر البوابة الأمريكية، وتوظيف من يمكن توظيفهم من المرتزقة والمتربصين بنا بتحالفاتهم وأطماعهم وحقدهم الذي لا يهدأ ولا يستكين لحظة واحدة، وإنما هو إلى مزيد من الدناءة لتعميق التفتت والتفكك وضرب كل شكل من أشكال التوحد الوطني. لحظة تاريخية هامة في عمر الثورة تتجمع في دائرتها كل الحقائق من مقدماتها إلى نتائجها. ومن هذا (التجمع) لا بد وأن نخلق اللحظة الثورية للإمساك بمصيرنا قبل فوات الأوان.
ثورة أيلول تمتلك الرؤية والأيديولوجيا الثورية، والمشروع الوطني والقومي المتكامل، معادية بالمطلق لـ"إسرائيل" وأمريكا، متعاونة إلى أبعد الحدود مع محور المقاومة العربية الإسلامية كقوة استراتيجية ضد الهيمنة والظلم والاستغلال، وتلعب دوراً أساسياً في الدفاع عن السيادة والحقوق العربية وتحرير الأراضي المقدسة من الكيان الصهيوني، والكيان السعودي.
قيادات الثورة يملكون الإرادة الثورية المطلوبة، ولا يعيشون ضمن تناقض صارخ بين نموذج المرجعية السياسية المستوردة، وبين خطهم الثوري وثقافتهم القومية الأصيلة، وهو تناقض لم يحظَ بحل أبداً على الرغم من بعض المحاولات السياسية، لأنه يجمع في الواقع بين نموذجين فلسفيين لا يلتقيان، يمثل كل منهما عالماً مختلفاً من المفاهيم التي يصعب إيجاد وسط سياسي بينهما. لم تستطع القوى المعادية كسب الثورة وقيادتها وجعلهم أدوات ذات صلاحية محدودة في مجالات كثيرة خارجية وداخلية، كما تفعل أمريكا بأدواتها من الأنظمة والمنظمات العربية التابعة لها، والتي انتزعت كثيراً من مهامها، بما في ذلك مهام تمس سيادتها وصلاحياتها وبنيتها، وجوّفتها من الداخل وطرحت عليها معضلات أجبرتها على التأقلم مع مصالحها وحاجات شركاتها الأمريكية العملاقة.
العدوان الكوني حامل للمشروع الأمريكي الهادف إلى تدمير ثورة أيلول لمواقفها الرافضة للوصاية والتبعية والهيمنة الأمريكية، وكل هذا الميل للعدوان لتشويه سمعة ثورة أيلول ومواقفها الثورية، وتسمية الثورة بالانقلاب، وأنصار الله بالمليشيات وأدوات لإيران... كل ذلك الظلم والادعاءات لتمرير المخطط الأمريكي الساعي للسيطرة على ثروات المنطقة والمنافذ الاستراتيجية، وتشكيل تحالف عسكري عدواني امبريالي لحماية مصالحهم في مضيقي " هرمز وباب المندب "، والتحكم بالتجارة العالمية، وأيضاً تكوين "ناتو عربي" لسحق المقاومة العربية والإسلامية وسلب الحقوق والمقدسات العربية الإسلامية، وتسليم القدس وفلسطين بالكامل لـ"إسرائيل" عبر "صفقة القرن" أقسى أضحوكة يفعلها الغرب الامبريالي عبر "الناتو العربي". صمود ومقاومة الشعب اليمني أفشل ذلك المخطط الأضحوكة، ومنع الدب الداشر ابن سلمان من فرض إرادته وقوته على الشعوب العربية والإسلامية.
الأكثرية الشعبية في الوطن العربي تبحث عن طريق الخلاص، عن الثورة، لتتجاوز خط البؤس والشقاء وواقع الأنظمة العربية السائدة والطيف السياسي المثير للإحباط، وهذا الذي جرى ويجري من إذلال وتحقير واستهانة وتحكم وسيطرة العدو الأمريكي على القرار السيادي للأنظمة الكرتونية العميلة، من محو الشعور الوطني والقومي والإنساني، من تعسف وجور، من فقر وجوع، من الغياب عن التاريخ الحضاري الذي جرى اغتياله منذ أمد طويل. 
لقد غربت الشمس عن أمريكا وأدواتها وأصبحت حروبهم خاسرة منسية، وشاخت ملاحمهم الأسطورية بضربة واحدة من مقاومة الشعوب المظلومة.
نحن، الحفاة الصامدين والصابرين، من يصنع هذا الزمن المتفرد، من يعيد للأمة تاريخها وكرامتها، ويحقق الانتصارات.

أترك تعليقاً

التعليقات