طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

الصراع الدموي الدائر الآن في جنوبنا الحبيب وتأجيج الخلافات الحادة وفي صورة سادية والاقتتال بين "الإخوة الأعداء" من جراء غريزة السلطة والتسلط والارتزاق، ثبات عجيب مخضب بالدماء والأخلاق المحشوة بالفظاعات الجامحة والبعد عن الموضوعية والمواطنة، اقتتال يحل محل القاسم المشترك في الانتماء، ويؤكد العلاقة الوثيقة والمؤامرة الدنيئة المشتركة للسعودية والإمارات التي أصبحت ساطعة الوضوح والمعالم بدليل السكوت عن ذلك الاقتتال وعدم حسمها والتعامل معها بقوة وحزم بل العكس يتم دعمها بوضوح لتنفيذ مخطط العدوان الكوني في إحياء التعصب الحقود الذي تعمل ثورة الـ21 من أيلول جاهدة على طرده من مسرح التاريخ اليمني نهائياً واستئصال تلك الأورام الخبيثة المتناثرة أو حرقها في موضعها، بينما تحاول السعودية وأيضاً الإمارات إرساء الحقد والتعصب والاقتتال بدعمهما للصراع الدائم، حيث تدعم السعودية قوات الدنبوع هادي، بينما تدعم مشيخة الإمارات المجلس الانتقالي مالياً وعسكرياً وتدرب قواته وتقف في خندق خططه الانفصالية، وإذكاء التناقضات والانقسامات، وتأجيج التناحر، والسعي لزعزعة الاستقرار وتمزيق اللحمة الوطنية وصناعة سلطات موازية مكونة من مجموعات عسكرية لتقويض مؤسسات الدولة ومحاربة وتجريف كل الرموز الوطنية ومكوناتها وإبعاد المناوئين لمطامعها والذين يمكن أن يكونوا حجر عثرة في طريقها، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات واسعة من الاغتيالات والاعتقالات لكل الشرفاء الوطنيين والمعارضين لمشروعها الاحتلالي، كما كشفت ذلك تقارير منظمات حقوقية مستقلة بأن الإمارات لها حظ وافر في الانتهاكات لحقوق الانسان وجرائم التعذيب والإخفاء القسري واستئجار مرتزقة من شتى بقاع العالم لتحقيق أهدافها الجرثومية في تدمير الحياة المدنية وضرب العمود الفقري للاقتصاد اليمني والتحكم بمقدرات ومصير الوطن والتعمد الممنهج بتعطيل ميناء عدن الذي كان منذ نشأته مساحة جغرافية سياسية ذات وظيفة اقتصادية مهمة بين المنطقة والعالم، أما الآن وبعد أعوام العدوان الكوني والحرب القذرة أصبح خرابة بعد أن تعمدت مشيخة الخليج تعطيله وعملت على استمرار تدهور الجنوب بشكل عام نتيجة التدمير الاقتصادي الممنهج والمتعمد، وأصبح الجنوب أسير قانون الموازين الإقليمية والتدخلات الخارجية، صحيح أن هناك قوى وطنية لها دورها في صنع المصير، ولكن نتيجة الانقسامات والتناحر الداخلي الدموي أصبح صعودها وهبوطها محكومين بالسياق العام للصراع الإقليمي والدولي. 
مشروع الاحتلال الإماراتي لجنوبنا الحبيب هو إقامة نظام على قياس المخطط العدواني الكوني لليمن، الإمارات مجرد أداة بحقدها التاريخي المفرط وبأنانيتها البدوية العمياء والمغلقة وبعنجهية وتطاول وعبثية وبجهودها ومحاولاتها البائسة التي تظهر إفلاسها في إقامة ديكتاتورية متعاظمة الأطراف، طموحات أكبر من حجمها وقدراتها وأصلها ومكوناتها المتمم ميدانياً للمؤامرة ومخطط العدوان، لقد أضحت الأحداث والمواقف ساطعة الوضوح ميدانياً وعلى ساحة الاقتتال ودور الإمارات الواضح في دعم الاقتتال وتدمير الاقتصاد وتشتيت الجنوب وتمزيقه.
لم تجد الإمارات لنفسها دوراً ووظيفة في الحياة إلا القتل والدمار، ومصيرها المؤكد هو الانهيار الذي بدأ يكفل بتكريمها ويحتفل بقدومها، ومع ذلك لا بد من جسد يعمل بقلب واحد وعقل واحد لكي نتمكن من الوصول إلى غاياتنا المنشودة في استئصال الأورام الخبيثة والمتناثرة في جسم الوطن الغالي.

أترك تعليقاً

التعليقات