سوريا تنتصر
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا

فشل العدوان الكوني الإرهابي على سوريا، وفشلت المؤامرة الكبرى في إسقاط دمشق قلب المقاومة العربية، والحضن الدافئ لكل أحرار العالم، وفشل الضغط الأمريكي الهادف إلى تركيع سوريا واستدراجها إلى فخ التنازلات والتسويات والحلول الوسط، وإلغاء دورها الريادي وأهميتها الخاصة والاستثنائية في النضال قائدة وموجهة للمقاومة العربية، والأمل الرائع المتوهج أبداً في أعماقنا، والقادم بالانتصارات، والفرح، والنور الذي نحلم به بعد كل هذا الظلام والبؤس والشقاء، سوريا المنقذ للأمة العربية من منعطف صعب في زمن هو الصعب بعينه، زمن تلتف الأمة العربية فتجد الانهيارات، والتهافت المجاني على الارتماء في أحضان إسرائيل، بأي شروط، بل دون شروط، وتدرك في لحظة أن العالم لم ينته هنا، وأن هذا الشعب السوري العزيز لايزال قادراً على الإمساك بالزمن الصعب وإدارة الأحداث فيه بآلية تدعو للاندهاش، تجعلنا نسترد ثقتنا بأنفسنا بعد أن كنا نشعر بأن سوريا سهلة الاستفراد بها.
انتصار سوريا ولادة تاريخية لعصر الإنسان العربي، عصر حريته الحقة من الهيمنة الأمريكية - الإسرائيلية، انتصار سوريا يعد انتصاراً للشعوب المقهورة، ودعماً للحرية وفي أرقى صورها ومتطلباتها، والتي لم يبخل الإنسان السوري المناضل بدمه لتحقيقها وفي أحلك السنوات قساوة، ومرارة، وهمجية، إرهاب ظالم لا يؤمن بقيم إنسانية، أو دين رحمة، أو أخلاق حميدة. انتصرت سوريا على العدوان الكوني الإرهابي واستعمار يريد أن يفرض عليها التبعية والهيمنة، وأبشع أنواع الإذلال، استعمار يريد سوريا مجزأة تابعة مذلة منهوبة، مانعاً انطلاقها نحو البناء والتعمير والاستقلال الاقتصادي والسياسي، مهدداً الوجود العربي بتمرير (صفقة القرن)، المشروع الذي يدعم المصالح الأمريكية الغربية، ويؤمن البقاء لإسرائيل كقاعدة ورأس حربة للمصالح الإمبريالية الغربية، وتمكينها من السيطرة على الأرض والثروة والموارد العربية، واحتفاظها بتفوقها النووي والعسكري والاقتصادي لمواجهة المقاومة العربية أو أي نهوض قومي عربي، وإعطاء إسرائيل الدور القيادي لترتيب أوضاع المنطقة والقفز على القضية الفلسطينية، وأدواراً تتعلق بالاقتصاد والتسلح والبيئة والسكان، وتوزيع الثروات، وأنظمة الحكم، وإدخالها في قلب المنطقة، وجزءاً من نسيج الشرق الأوسط، وأن تكون إسرائيل وسيطاً بيننا وبين العالم الخارجي، وتحويل الدول الخليجية إلى دول حليفة لإسرائيل، ويفرض على العرب أن يقبلوا بالدور الأدنى، وحضارة الذئاب، ومجتمعات النمو الوحشي، وقانون الجريمة، والاقتصاد الغرائزي الذي تريد العولمة الأمريكية تعميمه على الكون.
انتصرت سوريا بتحقيق حرية الإنسان على حرية السوق والعولمة المتوحشة وترتيبات وحشود وقوة أصحاب النظام العالمي الجديد.
انتصرت سوريا بصمود شعبها وإرادته القوية وإصراره على استكمال انتصاراته بتحرير الأمة العربية ودعوتهم إلى النضال والمقاومة لامتلاك حريتهم التي بها فقط تستطيع مقاومة تصدع تدعو إليه (العولمة) التي تهدد العالم بأكمله، وتسعى لتكييفه مع (سوقها)، فتهمش المجتمعات وتستعبدها، عولمة قاسية لا تسلب الناس فقط حريتهم، ولكن مستقبلهم بالكامل، وتمنحهم فقط الاضطراب والعبودية والحروب الهمجية، ولوحة العالم اليوم خير دليل.
سوريا تسطر تاريخاً جديداً وناصعاً يعيد لها الموقع الريادي في جبهة الصمود والتصدي العربية وحركات التحرر العالمية.

أترك تعليقاً

التعليقات