30 نوفمبر يوم الحرية والاستقلال
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
30 نوفمبر، يوم الحرية والاستقلال والإنجاز العظيم في حياة شعبنا اليمني، والحدث الاستثنائي الذي دفعنا من واقع الهزائم العربية واليأس إلى واقع جديد.
30 نوفمبر، يحمل بذكراه هذا العام تباشير الأمل بموعد آخر من النصر، تحرير مأرب من الاحتلال الكوني العدواني الهمجي البغيض، فالظروف التي يعيشها جنوبنا الحبيب تستدعي استحضار كل ما هو غني ومشرق من تاريخنا الوطني في مواجهة الغزاة والاحتلال الأجنبي والدفاع عن حقوقنا الوطنية.
30 نوفمبر، يعتبر بحق من الصفحات المجيدة والقيمة في تاريخنا الحديث، وضمن معارك الشرف والعزة دفاعاً عن أرضنا الغالية وانتصاراتنا على المستعمر القوي وهزيمة الأسطورة الاستعمارية البريطانية ذات الذراع الطويلة في العالم، وإنهاء وهم القوة المطلقة مقابل الضعف المطلق للإنسان اليمني، حيث أثبت المقاتل اليمني قدرته وجدارته القتالية وشجاعته وتمكنه في استخدام الأسلحة التقليدية وتطويرها لمواجهة قوات عالية القدرات والإمكانيات والتدريبات والتأهيل القتالي، واستخدام وسائط علمية حديثة وتكتيكات عسكرية متطورة، ومع ذلك لم تستطع تلك القوة والإمكانيات حسم المعركة، وفقدت السيطرة العسكرية والسياسية بالكامل في حين استطاع المقاتل اليمني أن يحسم المعركة ويحقق الاستقلال في 30 نوفمبر بإرادته القوية ووحدته التنظيمية.
لأجل ذلك، لا بد لشرفاء هذه الأمة ومناضليها (شمالاً وجنوباً) أن يجعلوا من حدث تحرير الجنوب من أعظم إمبراطورية وأقوى جيش استعماري في العالم منصة انطلاق صوب موقف موحد لتحرير الجنوب من احتلال إماراتي هزيل وهمجي ومتخلف، ونفرض وجودنا الوطني وحقنا، من خلال تماسكنا واستعدادنا للمواجهة وتحرير أرضنا وحقوقنا وكرامتنا، ولنا عِبَر من الماضي، وأيضاً من الحاضر، ما يشكل سنداً يجعلنا نتفاءل بقدرة شعبنا على تجاوز أمراض الواقع وصولاً إلى الصحة والعافية والوحدة الوطنية التي هي سلاحنا الحقيقي الفعال لتحقيق أهداف شعبنا في تحرير أراضينا واستعادة حقوقنا وكرامتنا مهما طال مشوار الألم.
إن المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية تستدعي أن نتحمل عبء كل ما هو وطني لانتشال الجنوب من قهر واضطهاد ومعاناة وظلم الاحتلال الهمجي الإماراتي، وإنقاذ الجنوب من التخبط في التجزئة وصراعاتها الداخلية. وبدون الوحدة اليمنية سيبقى الجنوب محشوراً وسط المؤامرات الإقليمية والدولية، ومُعرض للاهتزازات والانتكاسات والفتن المتنقلة والاقتتال والصراعات والتآكل الداخلي والانكفاء والانحدار نحو التقوقع والفقر الذي يمتص الحياة من أكباد أطفالنا ونخاعاتهم، وتذهب ثرواتنا تائهة خارج احتياجات شعبنا، لتستقر في حدائق المرتزقة والشركات والمشاريع الاستعمارية الأمريكية ـ الصهيونية ـ الإماراتية.
ليس أمامنا لمواجهة هذا الواقع المأزوم إلا خيار واحد، هو تبني ودعم الثورة والمقاومة بالمال والسلاح لطرد الاحتلال الإماراتي الهمجي الأكثر خبثاً والأشد عدواناً والأفظع تواطؤاً والأعمق تخلفاً ودناءة. ليس أمامنا من خيار آخر، فالأمر يستهدفنا جميعاً، فإما أن تموت هذه الأمة بناسها وثرواتها وبتاريخها النضالي وبحضارتها، وإما أن تبعث من جديد. وشرط الانبعاث هو الخروج من حالة الاحتضار والشتات والتمزق أو ما تتوهمه.

أترك تعليقاً

التعليقات