الجبهة الداخلية وقنوات الحقد والنفاق
 

طاهر علوان

تكالب قوى الشر والعدوان، وتكالب القضايا الاجتماعية والأزمات الاقتصادية والهموم العامة نتيجة العدوان الظالم، وتفاقم الكوارث من أمراض ونقص في التغذية والعلاجات وتشريد ملايين اليمنيين والحصار الخانق والاستباحة الدموية الشاملة والتدمير الممنهج وبشكل يومي لمجمل أساسيات الحياة، وبالرغم من كل ذلك هناك صمود أسطوري وتلاحم الشعب اليمني وتماسك جبهته الداخلية بعيداً عن التكتيكات الخاطئة والمشاريع الصغيرة والمكاسب الرخيصة التي تخدم العدو ومشروعه في التشرذم والانقسام وتفتيت الجبهة الداخلية وتدمير الوطن بشكل عام.
تلاحم الجبهة الداخلية وتحالف قوى الخير والسلام ضد أعداء الإنسانية وتحالفات الغدر والخيانة، أدوات أمريكا وإسرائيل، من عمت عيونهم رغبة الحقد والانتقام، وتجردوا من كل قيمة إنسانية وكرامة، يستمتعون بمناظر القتل والدمار والأشلاء والخراب الذي شمل بظلامه وسحابته السوداء جميع مدن اليمن شماله وجنوبه، هدفهم مصادرة حرية الشعب اليمني وإرادته المستقلة في الحياة الكريمة، وحرماننا من اللحظة الثورية والنقلة التاريخية التي نعيشها، مشروعهم إخضاعنا لخيارات أمريكا وإسرائيل، ولنظام التبعية والتدمير والاحتواء والإذلال السعودي، وإحلال (سلام) في اليمن والمنطقة حسب رغبات وشروط ومصالح أمريكا وحاجتها الحيوية لثروات المنطقة وللبترول والطرق المؤدية إليه، ولمنع أي خلل أو تصدع في مسألة قوة إسرائيل وجبروتها، وضمانة لاستمرار الأنظمة العربية التابعة لها والتي تدار بالريموت الأمريكي شطر الاتجاهات التي يريدها ترامب وقمته المشؤومة، والتي حصدت المزيد من السيطرة وابتلاع خيرات الأمة العربية وثرواتها.
هناك عدو خارجي يستبيح الوطن شماله وجنوبه، أرضه وإنسانه، خيره وثرواته، الكل مطالب ومن كل التوجهات الوطنية، بالوقوف والتصدي للعدوان، والابتعاد عن الصراعات حتى وإن كانت (مشروعة). لقد عمدنا وحدتنا الوطنية بدماء الشهداء، وتدفق نهر التلاحم الوطني دماً ودمعاً بوحدة البندقية، ووحدة يقين الأرض، ووحدة هوية الوطن، ووحدة الغايات والأهداف. الصراعات الداخلية في هذه المرحلة الصعبة والحاسمة تعتبر هدفاً ومصدراً وضمانة لتفوق العدو ومرتزقته الذين استباحوا الوطن بأكمله، وأدخلوا البلاد والعباد في حرب طاحنة هدفها تدمير كل مكتسبات الوطن، وتحقيق أحلام مرتزقة الرياض وبعض النفوس المريضة، وبعض القنوات المحلية الحالمة بعودة نظام الاحتواء والفساد، والتي تعمل ليل نهار على بث سمومها من خلال برامجها، وعن طريق وسائلها الإعلامية الخاصة بها كالاتصالات الخارجية واللقاءات الخاصة بشخصيات مشكوك بوطنيتها وانتمائها وموقفها منذ الأزل  مع العدوان والفساد، تلك الوجوه الحاقدة على كل تطور وتحرر وطني من التبعية والاستغلال، والمرتبطة بالعدو قلباً وقالباً، تحاول تلك الوجوه والقوى المعادية أن تمسك بخناقنا، وتفرض علينا قالباً ضيقاً يريد أعداؤنا أيضاً سجننا فيه بنشر التشاؤم والروح الانهزامية وإضعاف الجبهة الداخلية بتزييف الوقائع ومغالطة الحقائق والتحريض المجاني لمصلحة العدو وتلميع صورته بالمكاسب الرخيصة وكل زفة انتصار وهمية بالتهليل والتنصير.
الكل مطالب بالوحدة والتلاحم، وبالتسلح بكل أنواع السلاح الهجوم والدفاع، سلاح الإرادة والقرار، سلاح الروح والجسد، سلاح الحكمة والتخطيط، والانصهار في بوتقة الوطن كل الوطن، حيث للأرض عرضها وشرفها، وحيث للكرامة مناعتها وولاءاتها، حيث جذور الانتماء الى هذه الأرض، وتلك الكرامة، فالذين لا يستطيعون أن يجسدوا إرادتهم في أرضهم، أولى بأرضهم أن تكون بلا أهل، والذين لا يملكون أن يحددوا هدف حياتهم، أولى بهم أن تسلب منهم تلك الحياة.

أترك تعليقاً

التعليقات