النهب المتوحش
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
يعرف القاصي والداني أن الشعب اليمني يريد أن يعيش حياة حرة موفورة الكرامة، وبسلام حقيقي متكامل على كل أراضيه، ويحافظ على ثرواته النفطية. كما بات الرأي العام العالمي يعرف أن الشعب اليمني يصر بعناد وصمود على استمرار انتصاراته حتى تحرير كل أراضيه وكل ثرواته، ويتحمل من أجل ذلك كل أشكال العدوان والحصار والتشويه.
إننا أمام شعب لا ترضيه الحياة ضمن أسوار العبودية والوصاية والإذلال، فرفض العدوان والحصار والنهب، وأطلق صيحة إصراره على الانعتاق وتكريس الذات الوطنية وإخراجها من كل ارتهان لتصبح ملكاً للإنسان في كل مكان، مقدماً لشعوب العالم المستضعف والكادح والمستغل من قبل أمريكا وأدواتها المخرج الوحيد من قوقعة البقاء في الظلال الميتة وأغلال الذات في قيود العبودية والوصاية والنهب. شعب يستحق الوفاء والتحية، يستحق أن تدافع عنه كل شعوب العالم، وهو يقاوم الظلم والحصار والنهب والجوع والفساد والتعسف والاستبداد.
أمريكا اختارت عدوانها على اليمن كهدف لبناء الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ولأن ثورة أيلول/ سبتمبر شكلت نواة مشروع اعتراض على الهيمنة الأمريكية وحضارتها الممزوجة بدماء الشعوب وثقافة الاستهلاك والهمبرغر وعنف رامبو واستغلال ونهب نفط المنطقة وثرواتها وممراتها البحرية الهامة ومواقعها الاستراتيجية. ويبدو أن أدواتها في المنطقة (وعلى رأسها السعودية والإمارات) لم يستوعبوا ذلك ويتخلصوا من الدناءة والغباء والخسة والمعتقدات السياسية والطائفية المتخلفة التي ثبت فشلها، وأن وجودهم وبقاءهم ضمن مشروع أمريكي - غربي، وأنهم رغم أن كل حروبهم وعدوانهم وغزواتهم في المنطقة شنت بدعم مباشر لم ينقطع من أمريكا والغرب، لم يستطيعوا أن يحققوا أية انتصارات بتلك الترسانة العسكرية الفائقة والتقنيات الحديثة المتطورة، التي لم تكن ولن تكون قادرة على حمايتهم.
السلام الحقيقي هو الحماية، ولن يكون إلا إذا أزيلت كل أسباب العدوان، وأهمها الدب الداشر ابن سلمان والرخو ابن زائد، بل إزالة كيانيهما ذاتيهما، فتلك الكيانات مجرد صناعة استعمارية هدفها إدامة التفكك والتجزئة والعدوان وسياسة الفوضى الخلاقة والحروب الأهلية والطائفية والمناطقية وتحويل المنطقة إلى قواعد عسكرية وأمنية للأمريكيين والتصدي لمحاور المقاومة العربية والإسلامية، ونشر الجهل وغسل الأدمغة والإعلام الموجه الذي هدفه تدمير العقول وتزييف الحقائق، وهذا سينتهي فقط عندما يقدم كل شيء على حقيقته، واحتكار المعرفة سينتهي أيضاً بالحرية وبالثورة على الفساد، وعلى تلك الأنظمة المتعصبة للجهل والمعادية للإنسان والتي تمنعه من حقه في الثقافة والمعرفة لتحولها إلى أداة في يدها تسيطر بها على المجتمع. أما الذين يحلمون بالعيش الآمن في عصر السلام الأمريكي بعيداً عن الحروب الساخنة والباردة فقد خاب أملهم؛ لأن أمريكا سيدة العالم في الحروب والعدوان والظلم والاحتكار.

أترك تعليقاً

التعليقات