تصدع الكيان السعودي
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

مملكة الشر السعودية المحشورة وسط المشروع الأمريكي والمعتمدة في سياستها الداخلية والخارجية على علتين مزمنتين: الكذب السياسي والفساد، والغارقة في بحر عاصف من الانتكاسات والإخفاقات والخيانات والفساد والعجز المالي نتيجة عدوانها على اليمن وإصرارها على المضي في العدوان بالرغم من الهزائم المستمرة في جميع الجبهات والمحاور وآخرها ما أحرزه رجال الرجال من انتصارات في قيفة بالبيضاء، وماهلية ومدغل بمحافظة مأرب، وتقدم الجيش واللجان الشعبية الثابت باتجاه مدينة مأرب ولتحريرها واستكمال النصر قريب جداً، مأرب التي تعتبر مقراً رئيسياً لقيادة تحالف العدوان الكوني.
تلك الانتصارات زعزعت عمق معسكر تحالف العدوان وتسببت بإقالة الصفوة من الأمراء في الأسرة السعودية الشريرة وعلى رأسهم الأمير فهد بن تركي بن سعود قائد القوات المشتركة في التحالف الكوني الذي تقوده مملكة الشر، ولم تقتصر عقوبة الإقالة على الأمير فهد بن تركي بل طالت نجله الأمير عبد العزيز بن فهد حيث تم إقالته من منصب نائب أمير منطقة الجوف بتهمة الفساد، لارتباطه بمعاملات مالية مشبوهة في وزارة الدفاع. والحقيقة أن الإقالات لها علاقة وثيقة بالفشل الذريع في الجبهات والمحاور، وتهدف أيضاً لإزاحة العقبات وتمهيد الطريق أمام (الدب الداشر) بن سلمان للصعود إلى العرش الملكي ليبسط نفوذه على جميع مفاصل السلطة وإحكام السيطرة على وزارة الدفاع لعلاقة تلك الوزارة بصناعة الانقلابات. 
الإقالات الجماعية في هذا التوقيت بالذات تعتبر هزيمة جديدة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، وترتبط أيضاً بعلاقة مباشرة بصراع الأجنحة الدائرة في الأسرة الشريرة، ولا يعقل تحميل فهد بن تركي عجز وهزائم نظام بأكمله ورمي الفشل في وجهه بداعي الفساد وإخفاق هذا التحالف الظالم خلال خمس سنوات وأكثر في تحقيق أي تقدم يذكر.
إقالة قائد قوات التحالف دليل واضح على تصدع الكيان السعودي وفساده واعتراف جديد بسلسلة الهزائم لتأكيد نهاية العدوان وسقوط مملكة الشر السعودية، واقترابها أكثر فأكثر نحو الهاوية نتيجة تلك الإخفاقات والاضطرابات المخيفة والإرهاب المؤسساتي المنظم.
إن انتصاراتنا والسيطرة على أهم الجبهات والمحاور زعزع الكيان السعودي وأدخله في أزمات واختناقات هي من أدق وأصعب ما قابله خلال حاضره القريب، والتي لم تحدث له منذ زمان طويل نسبياً. ومن أهم مظاهر هذه الفترة بالذات الشعور بالخوف والارتباك والتخبط وانعدام الأمن والاستقرار وانبعاث المخاطر وعدم التمكن والقدرة في الحفاظ على الحد الأدنى من كيانه، فقد تجمعت المخاطر ليس فقط من حوله وإنما أيضاً من داخله وتفجرت مصادر الخطر التي كانت كامنة، وأصبح من المؤكد أن تفقد مملكة الشر كيانها وبقاءها.
المملكة تعيش حالة مملوءة بالفزع والاحتمالات الخطيرة غير المحسوبة، مملكة غنية ولكن لا يوجد فيها تنمية، وطبعاً بدون تنمية لا يوجد استقرار وحياة آمنة، إضافة إلى تفاقم المخاطر بصورة درامية وفقدان التوازن ودخول مملكة الشر أرضاً لا تعرف خارطتها وبأس وقوة أهلها.
إقالة كبار قادة التحالف دليل واضح على فقدان المملكة أي شعور بالاتجاه والهدف. وقد اختار "الدب الداشر" كعادته السير في الاتجاه الخاطئ نحو المغامرة الخاسرة، والتورط والانتقال من خطأ إلى خطأ أفدح.

أترك تعليقاً

التعليقات