سقوط «الإنقاذ»!
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
تحمل شعبنا كل أشكال الظلم والعدوان والحصار والفساد والمحسوبية والتشويه، وكل صنوف التعسف والويلات والنكبات، وصمد حتى آخر اللحظات دون تذمر.
نحن أمام شعب يستحق التقدير والوفاء والرعاية، وأن تدافع عنه كل شعوب العالم وهو يقاوم الظلم والعدوان والفساد. نحن أمام شعب لم ترضه الحياة ضمن أسوار الطغاة، فرفض الخضوع والطاعة العمياء للردة والفساد. نحن أمام شعب أطلق صرخته وإصراره على الانعتاق من عباءة الزيف التي لف بها المخادعون على مر الزمن آمال وطموحات هذا الشعوب.
إن كل عمل جبار يتطلب تضحيات جبارة. والثورة الهادفة والعملاقة لا تكتمل إلا بمشروع وطني اجتماعي إنساني وبالعدالة والمساواة، لكي لا تغرق الجماهير في اليأس وفقدان الأمل وهي ترى حكومة “الإنقاذ” تسلبها حقوقها المشروعة وتتصدق عليها بنصف راتب كل خمسة أشهر في ظل وضع قاسٍ لا يرحم، لا تأمين غذائي، ولا سلة غذائية، ولا توفير لرغيف الخبز أساس الحياة، ولا رعاية صحية، ولا توعية ثقافية...
7 سنوات ونحن نتجرع جوعاً. 7 سنوات دون أي إنجاز يذكر لحكومة “الإنقاذ” في أي مجال من المجالات المرتبطة بحياة الناس. واقع مؤلم وغير إنساني يكبر ويتسع، وسوف يكون قانونياً ومشرعاً في حالة انتصار قوى الفساد والثورة المضادة وتحالف العدوان.
شعبنا قدم لشعوب العالم المخرج الوحيد من التقوقع والبقاء في الظلال الميتة وأغلال الذل وقيود العبودية والوصاية، وذلك بالخروج من سقف الطغاة والظلم والفساد، ومقاومة أولئك الذين يتمسكون دون جدوى بأهداب سلطة عمياء فاقدة المصير والقرار.
لقد حان موعد رحيل الفساد والمحسوبية وكل المخلفات السلبية للأنظمة السابقة، والدفاع عن الإنجازات والمتغيرات المصيرية، وسيادة القرار، الذي يحاول الآخر أن يمعن بمحاصرة تلك التحولات التاريخية بالفساد والمحسوبية والحصار الاقتصادي بهدف إجهاضها، لكي تغدو الثورة أسيرة أزماتها، ولكي تتسم أكثر فأكثر بالدراما المأساوية من جراء خروجها عن سيطرة التحالفات الشيطانية الفاسدة والطغاة المتنفذين وأصحاب المصالح الضيقة، ومن يمارسون أشكال العبودية وأبشع أنواع اغتصاب الحريات.
وطبيعي ليس ثمة قواسم مشتركة أو تسويات أو مشاورات أو حلول وسط، فإما أن تحضر الحرية بكل شروطها ومواصفاتها وتغيب العبودية، وإما العكس. وفي الحالتين لا سلام مع وجود يحارب لاقتلاع وجودك، وتدمير الأرض والإنسان وفرض الانفصال. فلا حماية للمواطن، ولا مؤسسات مدنية تدافع عنه. وضع قاس لا يسلب الناس حريتهم فقط، ولكن يسلبهم إنسانيتهم ومستقبلهم بالكامل، ويمنحهم الاضطراب والقلق وعدم الاستقرار.
لا بد من الخروج من سقف الآخر الذي ظل ينتج خطاباً مرتهناً لإرادة الغير والتجزئة وإهدار المال العام وكرامة المواطن وسلب حقوقه المشروعة ومصادرة حريته والعمل على تشكيل مرتزقة تعمل لمصالح الاحتلال وخلق الصراعات والتناقضات والأزمات المركبة إلى حد الاختناقات الاقتصادية... واقع يهدد الدولة بشكل عام وينخر عظام النظام والقانون ويجثم فوق عقولنا وقلوبنا بضراوة. نظام عدواني بعيد كل البعد عن المشاعر الإنسانية.

أترك تعليقاً

التعليقات